أشرف زغلول
يجزم البعض أن الإصلاح والبناء سهل، وفي واقع الأمر يستدعي التكاتف لوضع آلية لثقافة البناء، والتي تقتضي أن يتجه المرء صوب الفعل لا القول، وأن يتجه ناحية تحسين قدراته وتأهيل نفسه داخليًا، ليرى الأمور في عمقها لا على ظاهرها المتبدى لنا، ثقافة البناء تعني العمل على فعل ما يُغير الواقع على الأرض، لا أن يكتفي بإنتقاده ولم يملك بعد أدوات رؤية ما ينتقده، رؤية تقدم إصلاحًا ينبغي القيام به وليس ثمة نهضة في التاريخ يصنعها من لم تكتمل نواصي معارفه بالقدر الذي تؤهله لتغيير الواقع.
أتعجب لمن لم يكن لهم دأب للتعلم، ولم ينفقوا فيها عمراً، ويعتقدون في أنفسهم من خلال ما حازوه من شذرات من الثقافة المتراخية في إدارة الأحداث، ومنثور من المعرفة، وشوارد فى التوجه ليس لها رابط هنا وهناك، ثم يعتقدون أنهم قد رأوا المشهد في عمق تفاصيله، وقادرون على تقديم حل، وحين يصطدموا بالواقع تكشف خيباتهم، وأهم من لم يقرأ سير روّاد الفكر والتغيير في الواقع هم أصحاب الشأن إذا إعتصموا فإن الإعتصام قوة.
أولئك الذين قدموا لذويهم المعجز من الحلول، حين نهضوا بشؤونهم بحكمة وإقتدار، حيث لا نجد لهؤلاء المغيريين العظماء عزم سوى في وضع الفعل موضع التغيير، وبعدها يتكلمون ليعلمونا كيف يكون التغيير، إنه أمر شاق وشوط فى الكفاح ليس بالهين، لتعلم كيف تكون البداية في التغيير ولن يغير الفرد من دون تكاتف الجميع نحو الهدف المنشود.