بقلم: عادل عطية
حان الوقت لننبذ كافة الخلافات والمهاترات والمشادات والتصريحات المشروعة وغير مشروعة وننظر لمباراة "كلاسيكو الكرة المصرية" بين القطبين الأهلي و الزمالك بأنها مباراة كرة قدم بثلاث نقاط لا أكثر ولا أقل الكل يجتهد ويتنافس ويتصارع ويتبارى بشأن التفوق وإحراز الفوز لكن في الإطار المسموح واللائق المغلف بالروح الرياضية.
من حق كل فريق أن يكون لديه طموح وإصرار داخل المستطيل الأخضر بالطبع هذا حق مشروع لكن ليس من خلال الخروج عن المألوف بالصخب و الضجيج والصراخ فالفرحة مطلوبة.
ولابد أن يعي الطرفان الكبيران وأنصارهما بأن الكرة تدور.. والأقدام تجري .. والكل يحاول .. والرغبة لا تتوقف.. وأيضا وهو الأهم الشباك كثيرا ما تهتز ! من المؤكد تحظى مواجهة الغد بين قطبي الكرة المصرية بأهمية بالغة بدءا من مجلس الإدارة مرورا بالجهاز الفني والإداري وصولا للاعبين مما يعكس مدى القلق الذي يعيشه الناديان الكبيران لأنها تعد بطولة خاصة بصرف النظر عن موقف الفريقين في جدول مسابقة الدوري الذي أصبح على أعتاب القلعة البيضاء بعد غياب 11عاما عن جدرانه حيث يرغب أبناء ميت عقبة تأكيد التفوق بالدرع والتتويج بشكل رسمي عن طريق الغريم الدائم الأهلي خاصة بعد التدعيم الكبير الذي أجراها مجلس الإدارة على الفريق في بداية المسابقة والذي أثبت نحاجه من خلال النتائج والعروض المميزة خلال مشوار البطولة.
في حين يسعى أبناء الفانلة الحمراء إلى الفوز بالبطولة الخاصة وإفساد حالة النشوة وتعتيم أجواء الفرحة التي يعيشها الزمالك وجماهيره من ناحية وأخرى حفظ ماء الوجه أمام جماهيرهم بعد التخلي عن بطولتهم المفضلة وعدم قدرتهم على الحفاظ على لقبها للعام التاسع على التوالي لأسباب عديدة يعلمها كافة المتابعين لمصلحة أبناء القلعة البيضاء.
وهنا نريد أن نذكر المعسكرين ولعل الذكرى تنفع المؤمنين ، منذ انطلقت مسابقة الدوري العام في 22 تشرين الأول/ أكتوبر عام 1948 سجل الأهلي والزمالك مئات الأهداف في العديد من المباريات أحرز هدف الزمالك الأول لاعبه محمد أمين وأحرز هدف الأهلي الأول لاعبه أحمد مكاوي وبعد هدفي أمين ومكاوي توالت الأهداف جيلا وراء جيل، موسما وراء الآخر وستظل دائما و أبدا أهداف مباريات القمة بين الزمالك والأهلي محفورة في ذاكرة التاريخ.
وكذلك هناك أجيال ولاعبون لا يمكن نسيانهم، ومبرر عدم نسيانهم يرجع إلى موهبتهم الكبيرة وقدراتهم الهائلة.. وتمر السنون وتبقى الذكريات والأهداف غير قابلة للنسيان أو الشطب .... ومن هنا جاءت أهمية لقاءات القطبين، فدائما وأبدا المتابعون في المعسكرين الأبيض والأحمر يرون الحديث عن تألق الزمالك وكأنه انتقاص من قدر الأهلي ويبقى تعداد انجازات الأهلي وكأنها خصم من رصيد الزمالك ومكانته.
وإنما يبقى الناديان معا رصيدا هائلا للكرة المصرية كلها.. وفي النهاية نريدها قمة رياضية حقيقية في كرة القدم المصرية تتمتع بالصفات القمية .. يتخللها بعضا من المهارات .. مليئة بالندية والكفاح محاطة بالحب والود والروح الرياضية … وأنا لمنتظرون !!