بقلم : محمد عبد المطلب
عقب خسارة المنتخب المصري من انغولا في بطولة أفريقيا لكرة السلة دور الثمانية انقسم المتابعون والمشجعون والمنتمون للعبة بين مهاجم ومدافع عن الجهاز الفني الحالي بقيادة أحمد مرعي ومتباكين على الجهاز السابق، ناقمين على إلغاء تعاقد المدرب الاسباني وناقد ومحلل لأسباب الهزيمة وأسباب النهوض باللعبة وحينئذ تتحول المناقشات إلى كوميديا سوداء وتتعجب من تناقض المصريين المدهش وإصرارهم على تأويل الأحداث بالعواطف والأهواء.
عمرو أبو الخير مدير فني قدير تحمل المسؤولية قبل البطولة بوقت كاف وتم توفير إعداد مثالي للفريق ويستطيع الحصول على المركز الثاني في بطولة ٢٠١٣ ويتأهل إلى بطولة كأس العالم بعد غياب ٢٠ عامًا سواء حظا أو اجتهادا كانت النتيجة رائعة ولكنه لم يسلم من النقد الذي اتهمه لم يجهز فريقا للمستقبل وكان أداؤه في اسبانيا ٢٠١٤ أقل من المأمول.
وأحمد مرعي مدير فني قدير تحمل المسؤولية قبل وقت قليل من البطولة ولم يحصل على الإعداد المناسب للبطولة الصعبة ولكنه استطاع تجميع كوكبة من اللاعبين المحليين والموجودين في أميركا ليشكل نواة فريق محترم للمستقبل نال إعجاب العديد من خبراء اللعبة المحليين والأجانب لكنه لم يسلم من النقد لأنه لم يصل على الأقل إلى دور نصف النهائي.
نتيجة عمرو أبو الخير لم تشفع لأدائه وأداء أحمد مرعي لم يشفع لنتيجته، والسؤال لماذا يحب المصريون هدم كل شيء ليس على هواهم أو عواطفهم؟ تخيلوا عكس المواقف وأن مرعي كان في اسبانيا وأبو الخير في تونس؟ ماذا ستكون ردود الفعل؟ وبدلا من دراسة الأسباب الحقيقة للحالتين تم تبادل الاتهامات للجهازين و اللاعبين والاتحاد والإعلام وضعف الإمكانيات المادية وقوة المنافس و الحظ الجيد أو العاثر.
لكن الأغرب هو الخلط في الاحتفاء بفريق ٢٠١٥، نعم يجب علينا جميعا السعادة بشكل وأداء الفريق والتفاؤل بمستقبل السلة المصرية ولكننا يجب أن نتذكر أننا لم نتأهل إلى الألعاب الاوليمبية في ري ودي جانيرو ٢٠١٦، كما أن المنتخب الحالي وعودة مصر إلى مكانتها الطبيعية بدايته من أبو الخير واستكمال البناء للمستقبل ووجوده الدائم على منصات التتويج بدايته من مرعي.
ويبرز السؤال الأهم كيف سيستعد المنتخب المصري لبطولة كأس العالم ٢٠١٧ بعد أن أصبحت التصفيات عن طريق مباريات ذهاب وعودة وأصبحت البطولات القارية غير مؤهلة.