بقلم: أحمد المالكي
استيقظنا جميعًا صباح السبت الماضي على خبر تفجير متطرف جديد يستهدف القنصلية الإيطالية ويدمرها بالكامل في توقيت غريب جدًا وفي ساعة مبكرة وبعدها أعلن تنظيم "داعش" مسؤوليته عن الحادث.
لا يهمني تفاصيل الحادث، لكن السؤال الذي نسأله مع وقوع أحداث متطرفة "أين الأجهزة الأمنية في مصر؟ أين محاسبة المقصرين بعد كل حادث؟"، أسئلة كثيرة لكن للأسف لا نجد لها إجابات واضحة من المسؤولين.
وفي كل مرة بعد حادث متطرف يخرج علينا المسؤول ويستعطف مشاعر الشعب المصري بالعبارات والخطب الرنانة نحن في حرب مع التطرف، هذا ما نسمعه كل مرة دون أن نتعلم من الأخطاء ونصححها ونحاول عدم تكرار ذلك مرة أخرى ونسد كل الثغرات حتى لا نعطِ فرصة للتطرف والمتطرفين.
دعونا نعترف بأننا فشلنا أمنيًّا لا نستطيع حماية وطننا لأن أجهزتنا الأمنية في سبات عميق، نسمع كل يوم عن توقيف خلايا وتنظيمات كانت تخطط للقيام بعمليات متطرفة وبعدها تحدث عمليات متطرفة.
والسؤال الذي أراه منطقيًّا جدًا كيف كان مبارك لديه جهاز أمني قوي؟ وكيف كان حبيب العادلي يحكم وزارة الداخلية؟ هل ما يحدث لنا لعنة أصابتنا لأننا فرطنا في هذا الرجل؟
منذ ثورة يناير 2011 وحتى الآن نحن في حالة تدهور تام انقسمنا وأخرجنا أسوأ ما بداخلنا وبدلًا من أن نبحث عن مصلحة الوطن أصبح الجميع يبحث عن مكاسب شخصيه له، ولا أعرف إذا كان هناك في هذا الوطن من يخرج علينا ويكون لديه شجاعة الاعتراف باْننا فقدنا خبرة مبارك في إدارة البلاد أم أنه سيخاف من الهجوم عليه.
الأقلام الزائفة أصبحت كثيرة لكن قليلاً منهم من أصبح ينطق ويكتب كلمة الحق، ويعجبني دائمًا الكتاب في دول الخليج لديهم فهم واضح للمخططات والمؤمرات التي تحاك لنا، ولديهم فهم واضح للواقع في مصر ولديهم رؤية صائبة جدًا من وجهة نظري أكثر بكثير ممن لديهم مقال رأي في أكبر الصحف في مصر.
من وجهة نظري ما قاله مبارك عن الفوضى يتحقق الآن؛ نحن فعلاً في حالة فوضى حتى بوجود رئيس قوي ولديه خبرة أمنية مثل الرئيس عبدالفتاح السيسي لكنه بعد عام على حكمه يواجه أشرس مخطط للتطرف في حرب حقيقية، وبدلاً من أن نتخلص من المتطرفين نحاكمهم بالقانون ولا أفهم كيف نحاكم متطرف بالقانون القانون في مصر بطيء جدًا، والعدالة في مصر متاْخرة جدًا، والمتطرفون في السجون يتمتعون بالصحة والعافية ويقومون بإعطاء الأوامر لأمثالهم من المتطرفين خارج السجون لكي يقتلونا.
الجميع الآن يراهن الرئيس عبدالفتاح السيسي على إعدام المتطرفين في السجون والقصاص لكل شهداء الجيش والشرطة، فهل يفعلها الرئيس السيسي أم أنه سيقبل بالضغوط الخارجية عليه.
ما اراه حتى الآن أن التاريخ حقق نبؤة مبارك وأصبحنا في الفوضى، وما أراه الآن أن الرئيس عبدالفتاح السيسي مرّ عام على حكمه، لكنه رغم خبرته الأمنية ما زال الوطن ينتظر منه الكثير، وخاصة تحقيق الأمن والأمان حتى ننطلق بعد ذلك إلى مستقبل اقتصادي واعد، لكن دون أمن لن نستطيع تحقيق أي شيء.
وللحديث بقية إن شاء الله.