أكرم علي
لم يتوقع أحد النجاح الذي حققته مصر في الحوار الاستراتيجي الأميركي الذي عقد في الثاني من أب/أغسطس على مستوى وزراء الخارجية في القاهرة، حيث اقتنصت مصر قوتها وتعاملها بندية مع الجانب الأميركي وأظهرت رفضها لأي مشروطيات أو املاءات بشكل صريح ومعلن أمام الجميع.
وأظهر وزير الخارجية المصري سامح شكري، القدرة المصرية الآن على إدارة الحوار بندية من دون أي ضغوط أو قلق أو إظهار أي ضعف بعد الضغوط الأجنبية التي كانت تفرض على مصر في العقود الماضية، إلا أنه بعد ثورتين متتاليتين أظهرت مصر قوتها وفرض سيطرتها وتنوعها في العلاقات مع الجميع من دون الاقتصار على قوة واحدة فقط.
وتعتمد الولايات المتحدة الأميركية على إثارة ملف حقوق الإنسان في مصر، وإظهار مدى التأخر المصري في هذا الملف وأنها لم تحقق إنجازاته بشأنه، إلا أن الرد المصري كان حاسمًا وقادرًا على وقف هذه الإداعاءت المستمرة.
وأعلن وزير الخارجية المصري سامح شكري وجود 45 ألف منظمة حقوقية في مصر وأن الحكومة المصرية تعمل على تقنين جميع أوضاع منظمات المجتمع المدني وفقًا للدستور واللوائح المنظمة لها، وأنه لا توجد أي دولة في العالم وصلت للمثالية في ملف حقوق الإنسان والجميع يسعى لتوفيق الوضع الحقوقي به، حيث كان الرد مناسبًا لقطع الطريق على الانتقادات الأميركية كل يوم وآخر حول الأوضاع الحقوقية والديمقراطية وغيرها من الملفات الشائكة.
وأثارت مصر خلال الحوار الاستراتيجي أنها لا تقبل أي مشروطيات في علاقاتها مع الولايات المتحدة، وأن العلاقات تعتمد على المصالح المشترك والتعاون الوثيق فقط بين البلدين، وهو ما تم إعلانه أمام الجميع وفي حضرة وزير الخارجية الأميركي جون كيري، مما كان الرد قاطعًا على أي تصريحات تشير إلى الإملاءات الخارجية والتي كانت تفرض على مصر في الماضي مقابل المساعدات وغيرها من الأمور الأخرى.
ومن الواضح أن مصر ربحت في هذه الجولة من الحوار الاستراتيجي وبقوة، وذلك لتقربها من العديد من الدول والاعتماد على الآخرين من دون الاقتصار على أحد مثلما كان في الماضي، مما جعل الولايات المتحدة تتجه إلى مصر مجددًا وأن لا تخسرها لضمان السلام في المنطقة وحماية أمن إسرائيل "الحليف الأقوى لها في المنطقة والعالم أيضا"، وقد شعرت الولايات المتحدة بالقلق بعد التقارب المصري الفرنسي في المجال العسكري والاقتصادي، وأجبرها على العودة إلى أحضان مصر مجددًا.