فاطمة عليّ
منذ أن ظهر على السطح اسم عبد الفتاح السيسي كوزير للدفاع، ومع اندلاع موجات الرفض الشعبي لممارسات رآها غالب المصريين لا تعبر عن الهوية المصرية المتأصلة في داخله طوال تاريخه الممتد في جذور الزمان، ووصول هذا الرفض إلى ذروته يوم الخروج الكبير في "ثورة 30 يونيو"، منذ ذلك التاريخ ساد بين جموع المصريين على اختلاف مشاربهم أن هذا الرجل هو مبعوث العناية الإلهية التي تعهدت بحفظ هذا البلد، وجعله في رباط إلى يوم الدين.
ورغم أن شريحة لا يمكن تجاهلها ترى فيه عودة للنظام الذي عانى منه المصريون طويلاً، وشريحة أخرى تراه مغتصبًا للسلطة يبقى هذا الرجل لدى الشريحة الأكبر هو رجل المرحلة التي تتطلب وجود شخصية لها مواصفات خاصة، فمصر ومن خلفها الأمة العربية تمر بمرحلة دقيقة للغاية، أشبه ما تكون بمرحلة المخاض المتعثر، فهل سيستطيع عبد الفتاح السيسي أن يعبُر بمصر من هذه المرحلة؟ ويعيد إليها مكانتها وهيبتها واستقرارها؟ ويحقق أمال ملايين تنتظر؟ أم إن التحديات أصعب وأقوى؟ هذا هو السؤال الأصعب الذي ستجيب عنه الأيام المقبلة.