أكرم علي
أدرك الجيش المصري ضرورة مواكبة العصر الحالي والذي يسيطر فيه الإنترنت والتكنولوجيا على كل شيء في حياتنا، حقا إنه هو السلاح الأقوى الآن بل أقوى من المدرعة والدبابة والأسلحة الثقيلة الأخرى، وما هو يسمى الآن بحروب الجيل الرابع، والمعتمدة على الإنترنت والوسائل التكنولوجية التي تكاد تكون قادرة على تدمير دول بأكملها.
هذه الحرب تجلت يوم الأربعاء الأول من يوليو في شمال سيناء، حين استيقظ الشعب المصري على نبأ استشهاد العشرات من قوات الجيش المصري في اشتباكات مع مسلحين ومتطرفين منتمين لتنظيم أنصار بيت المقدس في شمال سيناء، وسارعت وكالات الأنباء العالمية والقنوات التلفزيونية غير المصرية بإعلان أن الأعداد وصلت لأكثر من 60 بين صفوف القوات المسلحة، ومن جانبي أجريت اتصالات بمسؤول في وزارة الصحة للتأكد من هذه الأنباء وبدوره أكد ذلك لي بناء على المعلومات التي وصلت له من صحة العريش، ولكن بعد ما تم إعلانه من قبل الجيش المصري وبعد إجراء الإحصاء لعدد الشهداء، أدركت أن مسؤول الصحة اعتمد هو الآخر على ما ذكرته وكالات الأنباء أيضا.
غالبية وسائل الإعلام المصرية وقعت في هذا الفخ وتبنت بعض بيانات المتطرفين بالهجوم على 15 كمينًا لقوات الجيش، ولم تلتزم ببيان المتحدث العسكري العميد محمد سمير الذي قال إن هناك 10 شهداء ومازالت الاشتباكات دائرة حتى يتم الحصر النهائي.
وحتى يمنع الجيش المصري أي لغط وتشكيك في ما تم إعلانه باستشهاد 17 من قواته، أعد مقطع فيديو يوثق فيها كافة ما حدث في المعركة الأخيرة مع العناصر المسلحة الخسيسة، وكان الفيديو الأفضل والأكثر احترافا لتوضيح الأمور علنا أمام الجميع وعدم التشكيك في الجيش المصري إطلاقا والذي يدرك أنه لا يمكن التعميم في العصر الحالي وكل شيء لابد من معرفته.
أظهر الجيش رواية متماسكة ومتسقة مع ذاتها ومزودة بالصورة والفيديو والتسجيل والشهادة الحية، ليعلن حقيقة على الأرض، وعلى من يعترض على الرواية يمكنه تقديم أدلة غير ذلك تظهر الوجه الآخر لها، هذا بالإضافة إلى أن المعلومات التي احتوى عليها الفيديو كانت ذات معلومات ذكية للغاية وتم استخدام الغرافكيس تقنية الـ 3D لأول مرة، مقارنة بأدائه السابق حتى يواكب العصر الحالي ويمنع أي تشكيكات سيطرحها الجانب الأخر على الإنترنت والاعتماد على توسعها والدخول في حرب الكترونية.
الاعتماد أيضا على شهادات عناصر الجيش، أكد على عقيدة المقاتل المصري ووثق بوضوح شهادات الجنود والضباط واستعدادهم للتضحية من جديد رغم إصابتهم، وكشف عن عزم عناصر الجيش للدفاع عن البلاد تحت أي ظرف وليطمأن المصريين أن هناك رجال حقا تسهر لحماية هذه البلاد.
في النهاية أشيد تماما بالأداء القتالي والإعلامي للجيش المصري وخاصة الجانب الإعلامي والتواصل مع المواطنين لكشف الحقائق وتجديد الثقة بينهم في قواتهم المسلحة، حتى لا ينصاع أحد لروايات الآخرين التي تريد النيل من مصر واستهداف أمنها واستقرارها.