محمود حساني
لن اتحدث عن تسريب امتحانات الثانوية العامة ، ولن اتحدث عن معاناة أهالي الطلاب ، ولا على مظاهرة الطلاب أمام وزارة التربية والتعليم ، فكلها مشاكل فرعية كان من السهل جداً مواجهتها ، إلا أن الإهمال والتراخي هو ما أوصلنا إلى أن نرى مثل هذه الأمور ، بل سأكرر حديثي مُجدداً عن المشكلة الأم والرئيسية ، والتي سندفع جميعاً ثمنها ، ولن يجنوا أحد من مخاطرها ، فالآن تقتصر على الفرد نفسه ولا أسرته بل ستمتد مخاطرها إلى الوطن بأسره ، في ظل ما نواجهه من تحديات في الداخل والخارج.
التعليم سيادة الرئيس ، التعليم في خطر سيادة الرئيس ، وبما أن التعليم في خطر ، إذن أن الوطن في خطر أعظم يا سيادة الرئيس ، التعليم لا يحتاج إلى تعديل وزاري ، فكم من وزير حل محل أخر خلال العقود الماضية ، ومازالت توابع المشكلة في ازدياد ، ولا يحتاج إلى خطط واستراتيجيات وزيادة رواتب العامليين والتوسع في إنشاء المدارس ، بل يحتاج إلى إرادة قوية وإنطلاقة حقيقية ، في أن يكون التعليم في مصر مشروع أمن قومي ، لا يقل عن مشروع قناة السويس الجديدة ، ولا يقل عن مشروع مكافحة التطرف .
لا شك سيادة الرئيس ، أن التطرف الذي نواجهه اليوم هو النتيجة المترتبة على تدهور وتدني العملية التعليمية ، وغياب الثقافة والقدوة ، ساعد أهل الشر في أن تستقطب شبابنا وأن تبث سمومها وأفكارها الهدامة . لا أبالغ إذا قلت أن التعليم أهم وأخطر من مشروع التنمية الذي بدأ أولى خطواته الرئيس السيسي ، وأهم من مواجهة التطرف ، فبدون إصلاح التعليم لا يمكن تحقيق التنمية ، فالتعليم هو أول خطوات التنمية ، وهو أول خطوات مواجهة التطرف ، فقد قيل قديماً :" إثنان إذا صلحا صلح أمر الناس وإذا فسد, فسد أمر الناس ، الأمراء والعلماء".
لذا علينا جميعاً أن نتحرك قبل فوات الأوان قيادةً وشعباً ، وأن نجعل من التعليم مشروع أمن قومي ، وأن نساهم في إصلاحه ، فالقد أثبت الاقتصاديون أن الاستثمار في تعليم الأطفال هو الأعلى ربحية لا يقل عائده عن سبعة أمثال ، إنني على ثقة أن هذا الشعب قادر على صُنع الإنجازات ، فهو من جمع أكثر من 64 مليار جنيه في أقل من أسبوع عندما وجد نفسه أمام مشروع قومي وضخم ، سيعود بالخير والنفع عليه وعلى أبنائه وأحفاده ، فكان مشروع قناة السويس الجديدة حقيقة على أرض الواقع .