القاهرة - أكرم علي
مشهد لم تشهده مصر منذ عقد الستينيات حيث قررت الحكومة المصرية تأجيل بعض امتحانات الثانوية العامة بعد التأكد من تسريبها وإلغاء البعض الآخر رغم إعلان القبض على المسؤول عن تسريب الامتحانات ويعمل في المطبعة السرية لطباعة امتحانات الثانوية العامة، الأمر بالكامل عبث يأتي سلبا على مصلحة الطلاب الذين اجتهدوا كثيرا لتحصيل أعلى الدرجات في أعلى شهادة في مراحل التعليم الأساسي للالتحاق بأفضل الجامعات.
وفشلت الحكومة المصرية وفي القلب منها وزارة التربية والتعليم في إدارة امتحانات الثانوية العامة وتحقيق أدنى درجات تكافؤ الفرص في الحفاظ على سرية أسئلة الامتحانات قبل انعقاد اللجان، فضلا عن وزارة الداخلية التي لم تستطع السيطرة على تسريب الامتحانات حيث وصل اﻷمر إلى بيع أسئلة الامتحان بـ100 جنيه بحسب طلاب ثانوية من أمام لجان مختلفة .
وأمام هذه المأساة المجتمعية التي تضر بسمعة اﻷمن القومي أعلنت الوزارة إلغاء امتحان مادة الديناميكا الذي تم إجراؤه اليوم وتأجيل إجراء باقي الامتحانات المتمثلة في التاريخ والجيولوجيا، وهو ما يعد كارثة داخل المنظومة التعليمية ويجب محاسب المسؤولين عليها.
الأمر المثير أنها ليست المادة الأولي التي سربت أسئلتها على "فيسبوك"، ومن الأولى أن تشعر وزارة التربية والتعليم بحالة الطلبة وتقدير جهودهم المبذولة من أجل مستقبلهم، لأن ما يحدث ليس إلا مهزلة، وعلى الوزارة أن تقف بشكل جاد لمواجهة هذه المهزلة وحان الوقت للنظر في تطوير منظومة التعليم.
وبدلا من أن يتحدث وزير التربية والتعليم الهلالي الشربيني عن تطوير المنظومة التعليمية لجأ إلى حل إغلاق الفيسبوك بشكل عام خلال فترة امتحانات الثانوية العامة وهو الحل الأفشل، الأمر يتطلب وضع معايير جديد للتعليم وأن يكون هناك اختبارات جادة تفصل بين الطالب المتفوق والذكي وبين الطالب الفاشل الذي يعتمد على الغش وبمجرد دخوله الكلية يرسب في أول امتحان بها.
عزيزي وزير التعليم أتمنى التقدم باستقالتك بعد الفشل أكثر من مرة في السيطرة على تسريب امتحانات الثانوية والعامة والتي لم تحدث منذ عقود طويل بهذا الشكل، الأمر أصبح بمثابة اختراق لأمن مصر القومي وليس تسريب امتحانات لطلاب صغار، الأمر أكبر مما تتصور ويسيء إلى المنظومة التعليمية في مصر.