محمود حساني
قال ابن الجوزي :إن الخيل إذا شارفت نهاية المضمار بذلت قصارى جهدها لتفوز بالسباق .. فلا تكن الخيل أفطن منك !فإنما الأعمال بالخواتيم .. فإنك إذا لم تحسن الاستقبال لعلك تحسن الوداع..!
قال ابن تيمية :العبرة بكمال النهايات لا بنقص البدايات !! ،ويقول الحسن البصري :أحسن فيما بقى يغفر لك ما مضى ، فاغتنم مابقي فلا تدري متى تدرك رحمة الله !أمامك العشر الأواخر وفيها ليلة خير من الف شهر ؛ فاقتصد في راحتك ، قلّل نومك ، اتعب في الطاعة، تزود لآخرتك ، كل هذه الدنيا ملحوقة ،و أمّا رمضان فـ" أيّاما معدودات".
هذه الأيام قد بدأت بالفعل التي افترض الله صيامها ،وسنّ النبي صلى الله عليه وسلم قيامها ، فعلينا أن ننتهز هذه الأيام ، ونستفيد من دروس الماضي ، فأنا واحدًا من ضمن هؤلاء عند قدوم العشر الأواخر ، اتعهد على نفسي أنني سأنتهزها ، وسأجتهد فيها ، وتمر الأيام المعدودات دون الوفاء بعهدي ودون الاجتهاد ، فهيا بنا أخي الحبيب ، أن ننتهز العشر الأواخر ، فأمامنا فرصة كبيرة ، لو أحسن استغلالها سنفوز ، لما لا وأنت ذو حظ عظيم ، لا زلت فوق الأرض ولست في بطنها مدفوناً ، ذو حظ عظيم لأن الله أعاد إليك هذه الأيام وأنت بصحة موفورة فما عساك أن تفعل ؟!.
أخي الحبيب .. إن المنافق إذا وعد أخلف ،أنت كنت عاهدت العام الماضي و لكن لسان حالك في نهاية رمضان: "ما أخلفنا موعدك بملكنا " . فهل من نية تبتدئ بها تلك اﻷيام عساه ينظر إلى صدقك فيتقبل منك و يأخذ بناصيتك إليه؟!
أما من صحوة يا أخا الغفلات أما من وثبة إلى المعالي و المكرمات أما من عودة و قد رجع لبابك ما فات ؟! فعساه يجعلك من المقربين و يفتح عليك ما فتحه على قلوب العارفين؟!.
اﻷمر بيدك و المبادرة عندك . فاغتنمها بما يرضيه ضع لنفسك هدفاً و حدد وسائله عاهد نفسك و ضع من اﻵن الشروط الجزائية فإن أخلت فعاقبها فليس هناك من الوقت الكثير بل هي أيام معدودات أعد نفسك كي تفز بثوابها.