رعد حيدر الريمي
لطالما كانت الأدوار الرسمية تحمل أنماطا وقيودا يتحتم عليها مستوجبات جغرافية ومناطقية وإدارية؛ الأمر الذي يجعلها حبيسة الدراماتيكية، وحاجة وجود جهاز لا تقع على عاتقه أمثال هذه القيود يعد في بعض المراحل ضرورة وفرضية يجب تفعليها، ولعلي لمستها في تشكيل الحزام الأمني.
الحزام الأمني بقيادة القائد نبيل المشوشي وبقية فريقه الضراغم يعد بادرة لفتت نظري رغم اللقط الذي انتابه، ولكني رأيت من بين المسافات ما يستحسن؛ فهذا الحزام تسلل من بين صخور منيعة استطاع أن يخترق ملاطها ويتغلغل إلى ثقوب وجيوب لطالما سببت قلقا بالغا مزعجا مرهقا نخر هذا القلق الذي بدا بكل ما أوتي من قوة في تحطيم حاجز المنجزات التي قدمها الأبطال الشهداء والجرحى والأسرى والقادة في عدن.
فلم يقتصر دور الحزام الأمني على تكرار نفسه في بوتقة الأمن والشرطة وما إلى ذلك من أجهزة هي أصلا كائنة وتعمل بحدود قدرته، وبعضها قائم فقط كمسمى بينما المهام والدور مفقود، بل استطاع بكل ثقة أن يتغلغل في أوساط المجتمع مكونا بذلك نقلة ملحوظة ولفتة مشكورة وإجادة مستحسنة من خلال القبض على الإرهابيين، واكتشاف مخازن سلاح، والتعرف على بعض الخلاية النائمة، ولم يقتصر على ذلك بل إفشال المخططين لهجمات ومدبرين لأعمال إجرامية نكراء.
استطاع أن يضع بصمة جهوده في القبض عليهم، وهو بذلك ينقش في صرخ صخري - رمادي اللون- صورة مشرقة تحمل معنى الحفاظ على الجهود التي ترامت أطرافها وكادت تضيع في ضبابية مرحلة إفرازات الحرب لولا ما قام به هذا الحزام الذي كان ضربة طاعنة في خاصرة الواهمين والزاعمين في نصر أسس بنيانه الشهداء، وقيم قواعده الجرحى، وبنى بيته الزاهي الأسرى ليسكنه كل الشرفاء من أبناء محافظة، وبقية المحافظة الجنوبية في نصر حفظه التاريخ.