محمود حساني
السؤال الذي قفز إلى ذهني مباشرةً بعد أزمة إسقاط الطائرة الحربية الروسية بصاروخ تركي، والأوضاع التي تشهدها تركيا خلال الفترة الراهنة والتي بدأت وتيرتها الجمعة الماضية إثر محاولة الإنقلاب العسكري الفاشل الذي قام به بعض ضباط الجيش على الرئيس رجب طيب أردوغان، كيف يمكن لمصر أن تستفيد سياسيًا واقتصاديًا من تلك الأحداث؟.
مصائب قوم عند قوم فوائد، هكذا اختزلت الحكمة العربية القديمة التي دونتها قرائح الشعراء منطق الحياة وميزانها للأمور، فمن هموم ومشكلات بعض الناس تزهر وتثمر أفراح ومكاسب آخرين، ومن معاناة البعض يأتي سعد البعض.. لما لا؟!. والأوضاع التي تشهدها تركيا والمرجح أن تزاداد وتيرتها خلال الفترة المقبلة ، تحمل معها النفع والخير على مصر إذ أحسنا إستغلال تلك الأحداث جيداً.
وهناك فرصة مُتاحة على الحكومة المصرية أن تعد دراسة عاجلة حول كيفية تحقيق أكبر إسفادة مُمكنة لصالح مصر من أحداث تركيا على المستوى السياسي والاقتصادي . فسياسياً الإنقلاب العسكري الفاشل في تركيا ، بالتأكيد يصب في صالح مصر ، إذا يبعث رسالة إلى العالم الخارجي ، إن ما حدث في مصر 30 يونيه/حزيران 2013 ، ثورة شعبية وليس إنقلاب عسكري كما تُزعم بعض الدول الغربية .
علينا أن ننتبه جديًا أن هناك العديد من الدول الغربية أبرزها روسيا وإيران التي دفعت بـ 12 طائرة من بلادها من اجل إجلاء رعاياها ، فرضت حظر جوي مع تركيا، الأمر الذي أصاب الاقتصاد التركي في مقتل، وأدت إلى إنخفاض السياحة بنسبة 40 % ، والعديد من رؤوس الأموال تفكر جدياً في الهروب من خارج تركيا والبحث عن مكان أكثر أمناً واستقرارًا ، فمصر الأقرب والأنسب إذا نظرنا للأحداث التي تشهدها أغلب دول المنطقة ، لذا علينا أن ستغل هذا الأمر تحديداً لأنه يصب في صالح الاقتصاد المصري .
خلال السنوات الاخيرة استفادت تركيا من الأحداث التي شهدتها مصر جيداً والتي كان أخرها حادث سقوط الطائرة الروسية في شبه جزيرة سيناء 10 تشرين الأول/ أكتوبر العام الماضي ، وتعليق روسيا لرحلاتها السياحية إلى مصر ، استغلت تركيا هذا الأمر جيداً لصالحها ، حيث استقطبت وزارة السياحة التركية ، ملايين من السياح الروس إلى منتجاعاتها بعد أن كانوا ينون قضاء عطلتهم في مصر .
فعلياً جيداً الترويج إلى السياحة المصرية وتكثيف أوجه الدعاية لها خلال تلك الفترة الهامة ، لإستقطاب السياح الذين كانوا ينوون قضاء أجازتهم في تريكا ، كما إننا نستطيع أن نسترد علاقتنا مع روسيا مُجدداً ، إذا أحسنا إستغلال الصدام الدائر بينها وبين تركيا ، وقرار الحكومة الروسية قطع علاقتها التجارية مع تركيا ، لاسيما أن المنتجات التركية المنافس الأول للمنتجات المصرية في السوق الروسي .