القاهرة - أكرم علي
بمروري على عدد من الكنائس في محافظتي القاهرة والجيزة وجدت تأمينات مشدّدة على بوابتها بشكل ملحوظ لم يمكن متواجد قبل حادث تفجير كنيستي طنطا والإسكندرية، فماذا كان الوضع على الكنائس إذا لم يحدث التفجير الأخير كانت ستكون بلا بوابات ولا تشديدات أمنية مختلفة والتفجيرات كانت ستكون أكثر شدة نظرا لعيد القيامة المجيد لدى الأقباط في مصر.
أتمنى أن لا يرتبط تأمين الكنائس في ظل الوضع الحالي بأي حادث وقع من قبل وأن يكون التأمين مستمر طوال الوقت وأن تظل المنظومة الأمنية مستمرة على قدم وساق بحيث تعمل على الحفاظ على المنشآت والهيئات العامة والكنائس أيضا في ظل الاستهداف الذي نراه من قبل التنظيمات المتطرفة التي ترغب في خلق حالة من الانقسام بين المسلمين والمسيحيين ولكنها لن تنجح في ذلك.
ربما يكون الغضب هذه المرة أكثر حدة من غضب الأقباط في تفجير الكنيسة البطرسية في شهر ديسمبر الماضي، ولكن رسالة الحكومة المصرية وقيادة الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي والشعب المصري نفسه عمل على احتواء بوادر أي توتر وخلاف بين المسلمين والمسيحيين حيث يعد ذلك اعتداء على المسلم قبل المسيحي وإن المصريين جميعا يحاربون الإرهاب.
الفترة المقبلة تتطلب تضافر كافة الجهود على الصعيد الأمني والمجتمعي من خلال تجديد الخطاب الديني وتعزيز روح العدل ونشر التعليم واحتواء الشباب من خلال توفير فرص العمل الملائمة لهم بدلا من جذبهم من قبل المنظمات المتطرفة التي تسعى لغسل عقولهم وزرع التطرف داخلهم مما يؤدي إلى انتشار التطرف في البلاد.
التنمية المستدامة هي أفضل وسيلة قبل التعامل الأمني مع ظاهرة التطرف فكلما كان هناك تنمية وفرص عمل للشباب كلما كان هناك استجابة قوية للعمل بعيدا عن الاتجاه للجماعات المتطرفة التي توفر لهم المال وتقنعهم بغياب العدل وفرص العمل وهي التي ستوفر لهم ذلك، مما يؤدي إلى زيادة نسبة التطرف بين الشباب في أي دولة وهو ما ينبغي العمل عليه في أسرع وقت ممكن من أجل مواجهة هذا الخطر الذي يؤثر علينا جميعا.