توقيت القاهرة المحلي 13:53:48 آخر تحديث
  مصر اليوم -

هل الجنسية المصرية حقا للبيع؟

  مصر اليوم -

هل الجنسية المصرية حقا للبيع

بقلم - هاني أبو الفتوح

عزيزي القارئ... لا تنزعج واستمر في قراءة المقال. أحياناً أتعمد أن استخدم عنوان صادم لا يلخص بالضرورة الآراء الواردة في متن المقال. وأهدف بذلك لفت الانتباه إلى وجهات النظر المتباينة، ثم الاستنتاجات، وأختم بوجهة النظر التي أتبناها والتوصيات. وفي سبيل ذلك أتحمل بصبر واضح هجوم من يكتفي فقط بقراءة العنوان، ولا يكلف نفسه عناء قراءة التفاصيل الواردة في المقال. إذن عزيزي القارئ أدعوك لقراءة متأنية للمقال، ولا تكتفي بالتفاصيل التي أثارتها وسائل الاعلام ووسائل التواصل الاجتماعي التي أدت إلى لغط شديد حول مشروع قانون بتعديل القانون الخاص بدخول وإقامة الأجانب في مصر والخروج منها، واستحداث فئة جديدة لإقامة الأجانب بموجب وديعة نقدية لا تقل عن 7 ملايين جنيه. هذا التعديل الذي يُعرف إعلاميا بقانون بيع الجنسية المصرية.

الحقيقة أن نص مشروع القانون المقدم من الحكومة يخص تعديل بعض أحكام "القرار بقانون رقم 89 لسنة 1960، بشأن دخول وإقامة الأجانب في مصر والخروج منها"، و"القانون 26 لسنة 1975 بشأن الجنسية المصريّة"، والذي يسمح للأجنبي المقيم في مصر بوديعة نقدية، بالحصول على الجنسية المصرية.

ينص التعديل على تقسيم الأجانب من حيث الإقامة إلى أربع فئات وهي؛ أجانب ذوي إقامة خاصة؛ أجانب ذوي إقامة عادية؛ أجانب ذوي إقامة مؤقتة؛ أجانب ذوي إقامة بوديعة. الأجانب ذوو الإقامة بوديعة هم الأجانب الذين يقومون بإيداع وديعة نقدية. وعرف مشروع القانون الأجانب ذوو الإقامة بوديعة بأنهم الأجانب الذين يقومون بإيداع وديعة نقدية (وديعة لا تقل عن 7 ملايين جنيه مصري على الأقل أو ما يعادلها من العملة الأجنبية) .

كما شمل مشروع القانون تعديل "قانون الجنسية المصرية، الصادر بالقانون رقم 26 لسنة 1975"، حيث يجوز بقرار من وزير الداخلية، منح الجنسية المصرية لكل أجنبي أقام في مصر إقامة بوديعة مدة خمس سنوات متتالية على الأقل، سابقة على تقديم طلب التجنس ووفقا للضوابط المنصوص عليها في "القانون رقم 89 لسنة 1960، بشأن دخول وإقامة الأجانب في مصر والخروج منها"، متى كان بالغا سن الرشد، وتوافرت فيه الشروط المبينة في هذا القانون".

ويصدر بشروط وقواعد تقديم طلب التجنس، قرار من وزير الداخلية، بعد موافقة مجلس الوزراء، وفى حالة قبول طلب التجنس، تؤول قيمة الوديعة للخزانة العامة للدولة.

يرى المؤيدون لتعديلات قانون الجنسية أنها تحفز على كسب ثقة المستثمر الأجنبي وتدعم قدرة الدولة على جذب مزيد من رجال الأعمال وأصحاب رؤوس الأموال الأجنبية. وأن طلب الحصول على الجنسية متبع في في كثير من الدول الأجنبية. فعلى سبيل المثال، يمكن الحصول على الجنسية الأمريكية من خلال استثمار 500 ألف دولار في أي منطقة نائية، أو استثمار مليون دولار في المدن الكبرى، ويحق للشخص أن يحصل على الجنسية الأمريكية بعد خمس سنوات من الإقامة.  ويمكن التقدم للحصول على الجنسية الانجليزية، مقابل استثمار 200 ألف جنيه إسترليني بعد 5 سنوات من الإقامة. ويمكن الحصول على الجنسية الأسترالية مقابل إنفاق 4.7 مليون دولار والإقامة فيها عامين للحصول على الجنسية كمستثمر.

لذلك فطلب منح الجنسية من الأجنبي المقيم في مصر بوديعة لمدة 5 سنوات ليس بدعة، فهو متبع في دول كثيرة، ومنح الجنسية لن يكون أمر حتمي أنما يخضع لقرار وزير الداخلية بعد مراجعة الشروط الأمنية، ويجوز رفض الطلب إذا لم تستوفي شروط الجنسية.

أما المعارضون يرون أن التعديلات على القانون لن تفيد الدولة ولن تزيد الاستثمار الأجنبي، وستزيد من أعداد اللاجئين مستقبلا إلى مصر بسبب الأوضاع غير المستقرة في بعض دول الشرق الأوسط، فضلا عن أن مصر تكتظ بالسكان وتعاني من نقص الخدمات. كما أن التحجج بزيادة الاستثمار غير واقعي، فهناك فارق بين الإقامة والجنسية، وأن المستثمرين يطلبون تسهيل إجراءات الإقامة وليس الحصول على الجنسية. وعلى سبيل المقارنة، الأجانب من مختلف الجنسيات الذين يقيمون في الدول الخليجية، والذين يملكون استثمارات ضخمة لا يحصلون على الجنسية مهما طالت مدة اقامتهم وبلغ حجم استثماراتهم. أما الدفع بأن ثراء الدول الخليجية يجعلها لا تحتاج إلى الاستثمارات الأجنبية فهو غير صحيح.

وبعد عرض وجهتي النظر المؤيدة والمعارضة، فأنا لا أميل إلى التأييد المطلق للتعديلات على القانون والسماح بمنح الجنسية حتى في وجود الضوابط المشار اليها. إذا كان الأمر يتعلق بتشجيع الاستثمار، لماذا تمنح الدولة الجنسية للمستثمر في حين أن اللائحة التنفيذية لقانون الاستثمار قد منحت الإقامة للمستثمرين غير المصريين وحق استخدام العاملين الأجانب. تشترط اللائحة التنفيذية أن يكون المستثمر مؤسساً أو مساهماً أو شريك في شركة أو صاحب منشأة وألا تزيد مدة الإقامة عن مدة المشروع. وتلغى الإقامة حال تخارجه من الشركة أو محو قيد الشركة بناءً على التصفية أو محو المنشأة من القيد في السجل التجاري.

إذن إذا كانت الحوافز والتيسيرات للمستثمر الأجنبي قائمة بالفعل، لماذا يتم تعديل القانون ليسمح بمنح الجنسية بعد استيفاء الشروط والموافقات؟ هل مصر في حاجة إلى مزيد من السكان – وإن كانوا أثرياء؟

الخلاصة أني لا أتبني نظرية المؤامرة وبيع الجنسية التي يروج لها في الاعلام ووسائل التواصل الاجتماعي. وفي الوقت ذاته، لا أجد المبررات الكافية التي ترى أن التعديلات الجديدة في القانون سوف تشجع المستثمر الأجنبي على ضخ استثمارات في مصر.

GMT 03:41 2018 الجمعة ,16 تشرين الثاني / نوفمبر

في غزة وباليرمو.. صمود لفلسطين وليبيا ونجاح لمصر

GMT 16:55 2018 الأحد ,21 تشرين الأول / أكتوبر

"عقار جودة" وتسريب الأراضي الفلسطينية إلى المستوطنين

GMT 13:19 2018 الخميس ,31 أيار / مايو

محافظ المنيا...سيارتك تعود للخلف

GMT 21:31 2018 الإثنين ,23 إبريل / نيسان

كيف تغيرت خريطة الرموز على يد "الملك صلاح"

GMT 15:40 2018 الخميس ,15 آذار/ مارس

الفرار الى الله هو الحل

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

هل الجنسية المصرية حقا للبيع هل الجنسية المصرية حقا للبيع



يتميَّز بطبقة شفّافة مُطرّزة وحواف مخملية

كورتني كوكس تُهدي فُستانًا ارتدته قبل 20 عامًا لابنتها كوكو

نيويورك ـ مادلين سعاده

GMT 03:24 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

"دولتشي آند غابانا" تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019
  مصر اليوم - دولتشي آند غابانا تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019

GMT 06:16 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة
  مصر اليوم - أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة

GMT 09:04 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية
  مصر اليوم - ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية

GMT 02:48 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أرخص 10 بلدان أوروبية لقضاء عُطلة صيفية لا تُنسى
  مصر اليوم - أرخص 10 بلدان أوروبية لقضاء عُطلة صيفية لا تُنسى

GMT 03:37 2019 الأحد ,16 حزيران / يونيو

7 محظورات و 5 نصائح لتأثيث غرف نوم مميزة للأطفال
  مصر اليوم - 7 محظورات و 5 نصائح لتأثيث غرف نوم مميزة للأطفال
  مصر اليوم - رفض دعاوى بي إن القطرية ضد عربسات بشأن بي أوت

GMT 12:48 2019 الخميس ,10 كانون الثاني / يناير

تعرف على تاريخ مصر القديمة في مجال الأزياء والموضة

GMT 03:59 2018 الأحد ,28 كانون الثاني / يناير

تفاصيل جديدة في حادث الاعتداء على هشام جنينه

GMT 10:53 2018 الأربعاء ,17 كانون الثاني / يناير

العلماء يحذرون عشاق "شاي الأكياس" من المخاطر الصحية

GMT 15:26 2018 الجمعة ,12 كانون الثاني / يناير

ميلان يضع خُطة لإعادة تأهيل أندريا كونتي

GMT 09:19 2018 الثلاثاء ,02 كانون الثاني / يناير

وصول جثمان إبراهيم نافع إلى مطار القاهرة من الإمارات

GMT 08:13 2018 الإثنين ,01 كانون الثاني / يناير

التغذية غير الصحية كلمة السر في الشعور بالخمول

GMT 09:09 2017 الخميس ,28 كانون الأول / ديسمبر

طارق السيد ينصح مجلس إدارة الزمالك بالابتعاد عن الكرة

GMT 00:47 2017 الثلاثاء ,26 كانون الأول / ديسمبر

أمن الإسماعيلية يرحب باستضافة المصري في الكونفدرالية

GMT 18:22 2017 السبت ,09 كانون الأول / ديسمبر

القدر أنقذ ميسي من اللعب في الدرجة الثانية

GMT 09:28 2016 الخميس ,18 شباط / فبراير

عرض فيلم "نساء صغيرات" في الإسكندرية

GMT 12:20 2019 الثلاثاء ,04 حزيران / يونيو

طلائع الجيش يبحث عن مهاجم سوبر فى دوري المظاليم

GMT 15:09 2019 الإثنين ,03 حزيران / يونيو

فان ديك يحصد لقب أفضل لاعب بنهائي دوري الأبطال

GMT 15:15 2019 الأربعاء ,03 إبريل / نيسان

مشروع "كلمة" للترجمة يصدر "كوكب في حصاة"

GMT 20:20 2019 السبت ,09 شباط / فبراير

صدور رواية "الطفلة سوريا" لعز الدين الدوماني
 
Egypt-Sports

All rights reserved 2024 Arabs Today Ltd.

All rights reserved 2024 Arabs Today Ltd.

egyptsports egyptsports egyptsports egyptsports
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon