أكرم علي
حين يقرأ أي قارئ خبرًا، بعنوان "ذبح ملتحي لمواطن مسيحي في الإسكندرية"، يترجم له على الفور، بأنه بداية لفتنة طائفية في مصر، بعد حادث الكنيسة البطرسية، الذي لم يمر عليه سوى أسابيع، ومرّ بحمد الله، دون أن يحقق الهدف المطلوب منه، وهو إشعال نار الفتنة في مصر.
المؤشرات الأولية، قالت إن الحادث لا يوجد ورائه أي شبهة طائفية، وربما يعود إلى أسباب شخصية، وخلافات بين المواطن المسيحي يوسف لمعي وبين الشخص المجهول الملتحي، والذي ذبحه غدرًا، الحادث بشع ومروع لأي مواطن، حين يضع نفسه مكان المواطن المسيحي، وأود أن تذكر "مصري وليس مسيحي أو مسلم".
الأمر الآن قد يتطور خلال الأيام المقبلة، إذا لم يتم القبض على الجاني في أسرع وقت ويعترف بما فعله، والأسباب التي دفعته لذلك، وأتمنى أن يكون اعترافه بسبب خلافات شخصية بين اثنين من المواطنين وليس بين "مسيحي ومسلم"، فحادث مثل هذا من السهل أن يشعل نار الفتنة في البلاد وخاصة في محافظة الإسكندرية التي بها عدد كبير من التابعين للنهج السلفي.
وتعمل مباحث الإسكندرية الآن على كشف غموض الواقعة المثيرة، والتي يجب السيطرة عليها سريعًا قبل أن يتم صباغتها بألوان الطائفية التي تقف وراء الحادث، وتؤدي إلى نتائج غير مقبولة على الإطلاق في الوقت الحالي.
الحادث مثير للجميع، وأتمنى على جهات التحقيق أن تسعى للسيطرة عليها في أقرب وقت فضلًا عن مواجهة أي محاولات لبث الفتنة الطائفية في مصر، وأن تكون هناك مواجهة مجتمعية لها أيضا بالتوازن مع الجهود الأمنية في وقت نفسه.
ورغم محاولات البعض التي سعت خلال السنوات الماضية، لنشر الفتنة الطائفية في مصر، والتي بدأت خصوصًا عقب ثورتي 25 يناير و30 يونيو، مرورًا بجرائم حرق الكنائس، عقب فض اعتصامي رابعة العدوية والنهضة في عام 2013، إلا أن كل تلك المحاولات باتت بالفشل ولم تحقق الغرض المطلوب منها، وهو نشر الفوضى والخراب في مصر، والسبب أن مصر ستظل باقية.