توقيت القاهرة المحلي 13:53:48 آخر تحديث
  مصر اليوم -

اليوم ظهر في أورشليم

  مصر اليوم -

اليوم ظهر في أورشليم

القاهرة - مينا سامي

كالطقس الكنسي المعتاد، يرنم المصلون في يوم أحد السعف اللحن القبطي الشهير "الجالس فوق الشاروبيم..اليوم ظهر في أورشليم"، احتفالاً بعيد دخول المسيح أورشليم – القدس حاليًا- والذي استقبله أهلها بسعف النخيل وافترشوا قمصانهم أرضًا ترحيبًا به، حتى عذّبوه في نهاية نفس الأسبوع وصلبوه – وفق الاعتقاد المسيحي.

بالأمس، توجّه المسيحيون إلى كنائسهم في شتى بقاع مصر، احتفالاً باستقبال المسيح الآتي إلى أورشليم، وبينما يرددون نفس الترتيلة المعتادة، تغتالهم يد الإرهاب الأسود، فيتحول اللحن إلى مرثيّة ممزوجة بالدماء تُبكي القاصي والداني، يتحول الفرح إلى حزن، ويتحول اللون الأخضر – لون سعف النخيل- الذي يرمز للسلام، إلى لونٍ أسود تتشحُ به الكنائس جميعُها، لتبدأ أسبوعًا من الآلام المتضاعفة التي اشترك فيها العبيد مع سيدهم. وبنظرة على منفذي الحادثين، يتضح أن الإرهاب فكرة – مجرد فكرة- والفكرة مع كل أسف لا تموت، ولكن منفذيها هم من يموتون.

والدولة المصرية تحارب الإرهاب – هذا هو الشعار المُعلن- ولكن الحقيقة أن الدولة المصرية تحارب "الإرهابيين" وليس الإرهاب، تُحارب أشخاصًا وليس أفكارًا، تحاربُ جيوشًا غير نظامية، ولا تحارب منهجاً متطايرًا بين لُبٍ وآخر، يتوارثونه أباً عن جد عن إمامٍ عن أميرٍ.

طالما طالب الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، بتجديد الخطاب الديني، وللحقيقة أن وزير الأوقاف سعى لتجديده – من خلال خطبة موحدة يتم كتابتها وتوزيعها على المساجد- لدرجة أن أحد الأئمة حينما أشاد بحارس المرمى المصري عصام الحضري وقت أن تألق في كأس الأمم الأفريقية الأخيرة، تم إيقافه عن الخطابة ومعاقبته لـ"مخالفته الخطبة الموحدة وحياده عنها"، وسؤالي لوزير الأوقاف: هل تعتقد أنك تخاطب شعبًا جاهلاً معدوم الفكر لهذه الدرجة؟
الحقيقة أن التفكير هكذا في عقلية المواطن المصري هو الذي يدفعه للانضمام لجماعات تُشعره بأن ما سمعه في مسجد أو من فوق منبر، مجرد درس في كتاب صادر عن واضعيه، لا مجال فيه لإعمال العقل، ولكن ما سمعه من "أمراء الجماعات" أكثر إعمالاً للعقل، ورغبة في تدبر ما هو آتٍ في الحياة الآخرة من رغدٍ ونعيم، فيتجه لمثل تلك الأفكار.

أعتقد أن تجديد الخطاب الديني، بات مطلباً حتميًا، ولكن بصورة حقيقية تبدأ من تطهير الأزهر – مؤسسة الوسطية العريقة- من كل الأفكار الوهابية المتطرفة ومن كل الكتب الداعية لتلك الأفكار، والاعتماد على المناهج المستنيرة التي توضح صورة الإسلام الحقيقية السمحة، إذ لفت نظري تعليقًا كتبه أحد الأصدقاء على موقع "فيس بوك" وهو نجل صاحب المقلاه الذي ذبحه متطرف في الإسكندرية منذ بضعة أشهر، قال فيه: "لم يستوصوا بنا خيرًا يا رسول الله"، ويقصد أن أفكار الإسلام الحقيقية الداعية للتسامح والتعايش بذمة ورحمة مع الأقباط، مثلما دعا الرسول، لا تجد الآن طريقًا للتطبيق في مجتمعنا.

أخيرًا، لابد أن أوجه كلمة شكر لشهداء الشرطة في الإسكندرية، على ما بذلوه من أرواحهم فداءً لمئات المصلين داخل الكنيسة، وعلى رأسهم البابا تواضروس، الذي كان هدفًا لعناصر الإرهاب.. ونتمنى أن نشعر – ولو لمرة- بأن العيد يسمى عيدًا وليس مأتمًا تشيع فيه الجنازات بالعويل والصراخ والاتشاح باللون الأسود.

GMT 10:24 2017 الإثنين ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

حق المنفعة في مخيمات اللجوء

GMT 17:51 2017 الخميس ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

"بوكرة شو" ابتسامة سعد للمستقبل

GMT 11:03 2017 الثلاثاء ,31 تشرين الأول / أكتوبر

مصر والقضية

GMT 08:20 2017 الإثنين ,30 تشرين الأول / أكتوبر

حين يُزهرُ الخريف

GMT 19:53 2017 السبت ,28 تشرين الأول / أكتوبر

جذور الإرهاب في الصعيد 6

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

اليوم ظهر في أورشليم اليوم ظهر في أورشليم



يتميَّز بطبقة شفّافة مُطرّزة وحواف مخملية

كورتني كوكس تُهدي فُستانًا ارتدته قبل 20 عامًا لابنتها كوكو

نيويورك ـ مادلين سعاده

GMT 03:24 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

"دولتشي آند غابانا" تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019
  مصر اليوم - دولتشي آند غابانا تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019

GMT 06:16 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة
  مصر اليوم - أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة

GMT 09:04 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية
  مصر اليوم - ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية

GMT 12:48 2019 الخميس ,10 كانون الثاني / يناير

تعرف على تاريخ مصر القديمة في مجال الأزياء والموضة

GMT 03:59 2018 الأحد ,28 كانون الثاني / يناير

تفاصيل جديدة في حادث الاعتداء على هشام جنينه

GMT 10:53 2018 الأربعاء ,17 كانون الثاني / يناير

العلماء يحذرون عشاق "شاي الأكياس" من المخاطر الصحية

GMT 15:26 2018 الجمعة ,12 كانون الثاني / يناير

ميلان يضع خُطة لإعادة تأهيل أندريا كونتي

GMT 09:19 2018 الثلاثاء ,02 كانون الثاني / يناير

وصول جثمان إبراهيم نافع إلى مطار القاهرة من الإمارات

GMT 08:13 2018 الإثنين ,01 كانون الثاني / يناير

التغذية غير الصحية كلمة السر في الشعور بالخمول

GMT 09:09 2017 الخميس ,28 كانون الأول / ديسمبر

طارق السيد ينصح مجلس إدارة الزمالك بالابتعاد عن الكرة

GMT 00:47 2017 الثلاثاء ,26 كانون الأول / ديسمبر

أمن الإسماعيلية يرحب باستضافة المصري في الكونفدرالية

GMT 18:22 2017 السبت ,09 كانون الأول / ديسمبر

القدر أنقذ ميسي من اللعب في الدرجة الثانية

GMT 09:28 2016 الخميس ,18 شباط / فبراير

عرض فيلم "نساء صغيرات" في الإسكندرية
 
Egypt-Sports

All rights reserved 2024 Arabs Today Ltd.

All rights reserved 2024 Arabs Today Ltd.

egyptsports egyptsports egyptsports egyptsports
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon