أكرم علي
بعد كم الزخم والإيجابية وبداية تغيير الصورة الذهنية عن الإسلام والتي حلت مع وفاة أسطورة الملاكمة الأميركي الجنسية ومسلم الديانة محمد علي كلاي، حيث ترددت سيرته العطرة على لسان الجميع بأن الملاكم المسلم كلاي كان نموذجًا ومثالًا طيبًا للمسلمين في الولايات المتحدة الأميركية، إلا أن حادث أورلاندو الإرهابي والمذبحة التي تم ارتكابها في ولاية فلوريدا أضاع كل هذا وبدأت فكرة الاسلاموفوبيا تنتشر من جديد. وبالفعل بدأت الصحف الأميركية ووسائل الإعلام الأميركية تروج لفكرة تورط الإسلام في العمليات الإرهابية خاصة بعد تبني تنظيم "داعش" الحادث، فحقا إنه الغباء بعينه واتضح من يريد تشويه صورة الإسلام ويسعى لذلك منذ عقود طويلة.
لا أتفق مع نظرية المؤامرة وأقول أن هذه العملية ربما تكون داخلية والصاق التهمة بالمسلمين والتنظيم الإرهابي الذي يدعي انتمائه للإسلام زيفًا، ولكن لابد من وعي ذلك جيدًا وعلى الجميع يدرك تشويه صورة الإسلام والانتهاجات التي تسعى لترسيخ ذلك. فبعد أن تغنّي العالم ببطولات محمد علي "المسلم الأميركي" طوال الأسبوع الماضي، وربما أثارت غضب الواقفين خلف "الإسلاموفوبيا" وصراع الحضارات وقائمة كبيرة من الهجمات المزيفة التي تحمل راية داعش، فجاء هذا الحادث لدعم ذلك ومحو كل شيء جميل قام به الملاكم الأسطورة كلاي من أجل تعزيز المفهوم الوسطي للإسلام طيلة فترة حياته.
الغريب في رواية داعش وحول تبنيها حادث أورلاندو هو زيف داعش ووقوفه وراء حادث أورلاندو، هو أن منفذّ إطلاق النار شخص واحد، وقُتل في الحادث، كما اعترف والده بأنه ليس متدينًا فكيف يعلن ولائه لداعش قبل الحادث بدقائق. لا أتمنى بدء حملات جديدة تحارب الإسلاموفوبيا بعد ما حدث طيلة السنوات الماضية، وإنما لابد من حملات لكشف الحقائق وفضح الخبايا وماذا يجرى في الظلام بشأن تدمير صور الإسلام وعقاب المسلمين دائما.