أكرم علي
بين ليلة وضحاها يتبدل حال شخص مسن بحال آخر تماما، بعد أن كان هذا الشخص سواء (رجل أو سيدة) يتقاضى راتب ما ربما يكفي احتياجاته الشهرية من طعام لدواء لمتطلبات حياتية وغيرها من الأمور الأخرى إلى راتب آخر لا يكفي ثمن الغذاء ولا حديث عن الدواء وباقي متطلبات الحياة فما هو الحل إما الاستمرار في العمل بعد أن بلغ سن التقاعد القانوني إما التسول إما أن يعيش مع أحد أبنائه وهو على استيحاء، الأمر معقد ولن يشعر به إلا من جربه.
البعض يتحدث عن زيادة الحد الأدنى للمعاشات إلى 500 جنيه حسب قرار جمهوري صدر مؤخرا، أرحب بالقرار وبأي جهد يسعى لتخفيف الأعباء عن المواطنين وخاصة كبار السن ولكن كيف لإنسان مصري يعيش بـ500 جنيه والتي لا تكفي ثمن 4 كيلو لحم أو 10 دجاجات في شهر كامل يتخلله علاج ودفع فواتير كهرباء ومياه وغاز إن وجد ومصاريف مواصلات وطعام وغيره وغيره، الأمر صعب ومعقد للغاية هؤلاء الذين يتقاضون الـ500 جنيه لا سبيل لهم إلا العمل في أي مهنة حرة في محاولة لدخل إضافي يساعدهم على متطلبات الحياة الصعبة غم كبر سنهم، إما العيش مع أحد أبناء أسرته ويحمل عنه هذا العبء إن وجد إلا من رحم ربي.
أتمنى أن الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي أن يفكر في ذلك ويتعامل كما عاهدنا بقلبه الكبير لرعاية كبار السن وأن يرحمهم من المضايقات التي يجدوها من أبنائهم ومن أصحاب العمل الذين يعملون تحت رحمتهم لقضاء حاجتهم، أعتقد أن زيادة الحد الأدنى للمعاشات لابد أن تكون 1200 جنيها أسوة بالعاملين وتساهم في سد ثغرات حاجتهم اليومية، حيث من الصعب لأي مواطن أن يعيش بهذا المبلغ الزهيد الذي لا يكفي سوى أسبوع على الأكثر.
جدتي الله يرحمها كانت تتقاضى راتبا يزيد عن 3 آلاف جنيه وحين خرجت على المعاش أصبح معاشها 900 جنيه كيف كانت تدبر منزلها على أساس راتبها ثم مطلوب منها الاستغناء عن 2000 جنيه سواء كانوا ثمن لعلاج وطعام ومتطلبات أخرى بسبب المعاش، أتمنى إعادة إصلاح منظومة التأمينات.