توقيت القاهرة المحلي 13:53:48 آخر تحديث
  مصر اليوم -

الشعب العجيب

  مصر اليوم -

الشعب العجيب

بقلم: أحمد عبدالله

إن أردنا وضع تعريف إجرائي لـ"اللامعقول" الذي يصيبك بأقصي درجات الحيرة، فلن نجد أفضل من النظر في أحوال مصر والمصريين الآن، فالشعب الذي يتعرض لأقسي أنواع المشكلات والأزمات، لايزال قادرا علي النهوض صباحا من نومه، ومواصله أعماله، والحديث عن آلامه، وكأن شيئا عادي يحدث.

الشعب بمختلف فئاته يعيش أزمة اقتصادية طاحنة، ترجع في رأي المتواضع إلي العام 2000، فالمعاناه ليست وليدة الثورات كما يشاع، وإنما شعر الناس بموجات الغلاء والأزمات المعيشية منذ مرض مبارك، وترك المجال أمام الحرس الجديد في الحزب الوطني ممثلا في نجله جمال مبارك ومن معه، ليزيد عدد محدودي الدخل، وتهبط الطبقة الوسطي إلي نظيرتها الفقيرة.

ورغم ذلك فإن جرعات "العذاب اليومي" زادت بشكل لاينكره أحد عقب ثورتي يناير ويونيو، حيث بلغت معدلات التضخم مداها، وأشتعلت الأسعار، وبات الشعب يغفو ليصحي علي خبر زيادة جديدة أصابت سعر مستقر لسلعة أو مادة يعتمد عليها الناس بشكل رئيسي.

زادت الأمراض والأوبئة، فحالات تسمم جماعي ضربت طلاب المدارس، وقبلها فيروسات عالمية خطيرة وجدت البيئة الخصبة في مصر، كأنفلونزا الطيور والخنازير، ناهيك عن الأرقام المفزعة لنسبة المصابين بالسرطانات المختلفة والفشل الكلوي، بالإضافة للحوادث بمختلف أنواعها وأشكالها، بداية من تصادم القطارات بأطفال المدارس، مرورا بنزيف يومي بل لحظي علي الأسفلت نتيجة أنهيار البنية التحتية.

التعليم حدث ولا حرج، فمصر تكاد تكون"خارج الزمن" حرفيا بالنسبة لمناهج وجودة التعليم في الكثير من بلدان العالم، متوسطة التقدم وليست المتقدمة كليا، وهكذا الحال بالنسبة للمستشفيات، ومدرجات الجامعات وأقسام الشرطة، وبيئة العمل في أي مكان، وأنتشار القمامة الذي تطلب أن تكون أحد الأعمدة الرئيسية لكافة مرشحي الرئاسة بعد الثورة، هل تستطيع أن تتخيل ذلك، في العام 2017 وبينما تصنع حولنا البلاد "معجزات" حقيقية، نضع اليوم "القمامة" تحدي صعب أمام دولة مركزية عمرها 7000 سنة، وأصدمك بالقول، أننا عاجزين حتي اللحظة عن إيجاد حل لإنتشارها وتسيدها بدلا عن الجمال والنظافة في أكثر شوارع القاهرة شهرة.

وبالنظر إلي السياسة العامة في البلاد، فلن تجد أحزاب أو حركات شبابية أو تيارات جامعية، وباقي مؤسسات الدولة لا أظن أنها ستحوز علي إعجاب ورضي الشعب المصري، فالناس بالفعل "فقدت الثقة تماما" في الكثير من المؤسسات حولها، وعند الحديث عن الخاسر الأكبر سنجد "الإعلام"، الذي يجتهد القائمين عليه في السير عكس مايريده الناس، وتجميل صورة أبعد ماتكون عن الواقع.

ورغم أن تلك السطور التي لو زادت لمليون ضعف لن تكفي لتعرية "1%" مما هو حادث واقعيا، إلا أن الشعب الذي يضرب أغرب الأمثلة في استكمال واستئناف حياته اليومية، لايزال يعافر ليستيقظ من نومه، ويمر بأحد أسوأ التجارب في تاريخه "مواصلات سيئة في زحام شديد"، ليذهب إلي عمله الذي لايسد احتياجاته لنصف شهر، ليعود ويجلس أمام التلفاز، ليهضم وجبة إعلامية أو فنية، يتحسر معها علي زمن "الفن الجميل"، أو زمن "الشعب الجميل".

GMT 18:09 2017 الجمعة ,20 تشرين الأول / أكتوبر

هل الزيادة السكانية عائق للتنمية أم السياسات الخاطئة

GMT 16:20 2017 الأربعاء ,04 تشرين الأول / أكتوبر

أراجوزات الانتخابات

GMT 18:01 2017 الإثنين ,11 أيلول / سبتمبر

الانتصارات الصغيرة

GMT 09:25 2017 الخميس ,13 تموز / يوليو

حق المواطن في المعرفة.. طيب وبعدين؟

GMT 08:14 2017 السبت ,29 إبريل / نيسان

سلام عليكم أيها الشهداء

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الشعب العجيب الشعب العجيب



يتميَّز بطبقة شفّافة مُطرّزة وحواف مخملية

كورتني كوكس تُهدي فُستانًا ارتدته قبل 20 عامًا لابنتها كوكو

نيويورك ـ مادلين سعاده

GMT 03:24 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

"دولتشي آند غابانا" تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019
  مصر اليوم - دولتشي آند غابانا تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019

GMT 06:16 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة
  مصر اليوم - أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة

GMT 09:04 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية
  مصر اليوم - ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية

GMT 12:48 2019 الخميس ,10 كانون الثاني / يناير

تعرف على تاريخ مصر القديمة في مجال الأزياء والموضة

GMT 03:59 2018 الأحد ,28 كانون الثاني / يناير

تفاصيل جديدة في حادث الاعتداء على هشام جنينه

GMT 10:53 2018 الأربعاء ,17 كانون الثاني / يناير

العلماء يحذرون عشاق "شاي الأكياس" من المخاطر الصحية

GMT 15:26 2018 الجمعة ,12 كانون الثاني / يناير

ميلان يضع خُطة لإعادة تأهيل أندريا كونتي

GMT 09:19 2018 الثلاثاء ,02 كانون الثاني / يناير

وصول جثمان إبراهيم نافع إلى مطار القاهرة من الإمارات

GMT 08:13 2018 الإثنين ,01 كانون الثاني / يناير

التغذية غير الصحية كلمة السر في الشعور بالخمول

GMT 09:09 2017 الخميس ,28 كانون الأول / ديسمبر

طارق السيد ينصح مجلس إدارة الزمالك بالابتعاد عن الكرة

GMT 00:47 2017 الثلاثاء ,26 كانون الأول / ديسمبر

أمن الإسماعيلية يرحب باستضافة المصري في الكونفدرالية

GMT 18:22 2017 السبت ,09 كانون الأول / ديسمبر

القدر أنقذ ميسي من اللعب في الدرجة الثانية

GMT 09:28 2016 الخميس ,18 شباط / فبراير

عرض فيلم "نساء صغيرات" في الإسكندرية
 
Egypt-Sports

All rights reserved 2024 Arabs Today Ltd.

All rights reserved 2024 Arabs Today Ltd.

egyptsports egyptsports egyptsports egyptsports
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon