أكرم علي
دائما كان يتعهد المسؤولون في مصر بأن يأتي اليوم التي يتم الاعتماد فيه على القمح المحلي وأن يكون هناك اكتفاء ذاتي من القمح المزروع في الأرض المصرية دون الحاجة للاستيراد لسد احتياجات المواطنين من القمح حيث يستهلك المصريون آلاف الأطنان من القمح يوميا ممثلا في "رغيف الخبز" الجزء الأساسي في أي وجبة عند المصريين، وجاء اليوم الذي يتسابق فيه المزارعون لتوريد القمح المحلي إلى الحكومة لشرائه حتى حلت الأزمة وجاء كالصاعقة على المزارعين الذين وجدوا جزائهم الخسارة والإحباط بسبب "بيروقراطية حكومية" لا تسمن ولا تغني من جوع.
اصطفت العشرات من السيارات المحملة بالقمح من قبل المزارعين أمام الشون الحكومية التابعة لوزارة التموين في انتظار توريد القمح في موسم الحصاد إلا أن التموين ترفض التوريد لعدم وجود أماكن تساع كل هذه الكميات، أي أصبح لدينا الوفرة في القمح ولا توجد أماكن لتخزينه واستقبال توريده، وهو ما يثير الدهشة بين الجميع في الوقت التي تستورد فيه مصر بمليارات الدولارات القمح من الخارج في ظل وجود العملة الصعبة لتلبية ذلك الأمر. يبدو أن أباطرة الاستيراد من الخارج هم المسؤولين عن تلك الأزمة والحكومة تدخلت سريعا لإنقاذ المزارعين الذين وقعوا فريسة لهؤلاء الأباطرة، بعد استجابة المهندس شريف إسماعيل، رئيس مجلس الوزراء، لنداءات النقابة بضرورة إنهاء الأزمة قبل أن تتفاقم.
النقيب العام للفلاحين والمنتجين الزراعيين، فريد واصل، قال إن رئيس مجلس الوزراء اجتمع به واستمع إلى رؤيته في إنهاء الأزمة وأصدر العديد من القرارات التي تؤكد تعامل الحكومة مع أزمة توريد القمح بإيجابية شديدة، وأن رئيس الوزراء اصطحبه إلى مركز دعم واتخاذ القرار حيث مقر غرفة العمليات التي تم تشكيلها لمتابعة الأوضاع في المحافظات المختلفة، وأن رئيس الوزراء أصدر تعليمات لوزارة المالية بتخصيص مليار جنيه كدفعة أولى لشراء محصول القمح من الفلاحين، حيث تم توفيق الأوضاع بين الجهات المتناحرة بشأن الأزمة من وزارتي الزراعة والتموين، كما أمر رئيس الوزراء بصرف 300 ألف جنيه من المستحقات المتأخرة للمزارعين بالإضافة إلى إنهاء مشكلات استلام القمح التي تم الإعلان عنها بخصوص الحيازات. كنت أتمنى أن يكون هذا الأمر قد تم قبل افتعال الأزمة وتدخل الحكومة لحلها، مصر الآن في حاجة لتكامل الجهود وانقاذ الاقتصاد المصري المتعثر لأن إذا نظر كل شخص لمصلحته الشخصية فسوف تأتي النهاية عليه سلبا وليس على واحد فقط.