بقلم : دعاء رمزي
أعجبتني حقيقة حملة "حق المواطن في المعرفة"، شعرت عندما رأيتها أننا بدأنا خطوة، مجرد خطوة، على طريق احترام كيان المواطن المصري كمواطن، مواطن له الحق في الحياة الكريمة وفي العلاج وفي التعليم وبالطبع في المعرفة، لأن أخطر شيء نعاني منه في مصر هو التهميش التامّ للمواطنين، المواطن في بلده وبين ناسه "درجة تالتة"، ويمكن رابعة أو خامسة، بعد طبعًا ظباط الجيش والشرطة والمشاهير باختلاف أنواعهم ويسبقهم رجال الأعمال وكبار السياسيين، طالما إنك مواطن فقط "تاخد على قفاك" ، لا تملك الحق في أي شيء، وهذا ما يفتح الباب على مصراعيه لهجرة الشباب الشرعية أو غير الشرعية، لأي بلد حتى لو سيكون فيها درجة عاشرة، "لإنه كده ولا كده درجة عشرين في الترتيب، ومن غير فلوس، يبقى على الأقل يعمل قرشين".
لكن الحملة دي منحتني إحساسًا أن النظرة للمواطن بدأت تختلف، "هي مبقتش وردي أكيد"، ولا هتفتح كل الأبواب المغلقة، ولا المواطن هيصبح درجة أولى فجأة، لكنها خطوة عجبتني، وطمنتني إلى حد ما، إن كيان الإنسان أصبح يُنظر له بشكل مختلف وإيجابي، بدل ما كان كل همّ المسؤولين إنهم يقولوا ما أنتم كتير هنجيب منين؟ ونصرف منين؟، ويموِّتوا فينا بالآلاف كل سنة يمكن عددنا يقل شوية وطبعًا مش بيقل، زي ما إسرائيل كده مش عارفة تقلِّل عدد الفلسطينيين رغم كمية التدمير والدمار اللي بيحصل.
أتمنى ألا نتوقف عند الحق في المعرفة، رغم إننا لسنا مخدناهوش كله ولسة برضه مش عارفين الحقيقة الكاملة، لكن أتمنى أن تصبح الخطوة الثانية هي الاستثمار في الناس، المصري في أي مكان في العالم بيحلفوا بيه وبشغله، كل ده وهو واخد أقل مستوى في التعليم، وغياب تام للعلاج الفعّال، تخيل بقى لو اديته تعليم كويس، مش هقول ممتاز، هقول كويس، مش بعيد يغزو العالم كله.
المعرفة حلوة أكيد، بس الأحلى إنك تحسس الناس بأهميتهم، وإن النهوض بمعيشتهم وظروفهم هو هدفك الأول، وساعتها هتلاقي المارد المصري الجبار "اللي إنت عارفه كويس" عمل المعجزات الحقيقية