توقيت القاهرة المحلي 13:53:48 آخر تحديث
  مصر اليوم -

مشكلة "أطفال الشوارع"..هل لها حلول؟!

  مصر اليوم -

مشكلة أطفال الشوارعهل لها حلول

بقلم : محمود حساني

ابتلى المجتمع المصري خلال العقود الأخيرة ، بالعديد من الأمراض الخطيرة ، والتي استشرت في داخله وشكلّت " خلايا سرطانية "،  بعد أن وجدت المناخ الملائم لها خلال السنوات الخمس الأخيرة ، نتيجة للإضطرابات السياسية التي شهدتها البلاد، وما صاحبها من إنفلات إخلاقي وتدهور في الأوضاع الاقتصادية .

ولعل أبرز هذه الأمراض الكارثية التي تُهدد مجتمعنا خلال الوقت الراهن، هي ظاهرة "أطفال الشوارع"، وهي ظاهرة ليست وليدة الوقت الراهن، وإنما تعود إلى النصف الثاني من القرن العشرين، ويُعاني منها الدول المتقدمة والنامية على حد سواء ، وتعجز الدولة ومؤسساتها عن إيجاد حلول لها .

أي مرض في المجتمع ، لابد أن تكون له أسباب، حتى نقف على طريقة علاجه، وأسباب هذا المرض " أطفال الشوارع "، ظاهرة أمام أعيننا، ولكن للإسف يحاول البعض أن يغض البصر عنها ، تحت مبررات واهية ، كالإنشغال في أزمات أخرى ومعارج جانبية ، على الرغم أن لهذه الظاهرة أضرارًا كارثية بكل ماتحمله الكلمة من معنى. فنحن أمام "قنابل موقوتة" ، إذا لم نواجهها وهي في المهد، ستنفجّر بلاشك أمامنا في أي وقت، وقد بات قريباً جداً في اعتقادي .

ولعل هذه المشكلة ، ذات أبعاد سياسية واقتصادية واجتماعية وثقافية ، فمشكلة أطفال الشوارع بالتأكيد ، هي نتاج إهمال مجتمع ظالم ، غابت عنه أبسط معايير العدالة الاجتماعية ، لذا فهم يدفعون ثمن ذنوب لم يقترفوها ، وإنما اقترفها غيرهم ، لذا نحن مدينون لهؤلاء الأطفال بالاعتذار ، ولا يمكن أن يقبلوا اعتذارنا دون أن نهتم بهم جيداً، حتى يعفوا ويصفحوا عن الجُرم الذي ارتكبه البعض منا، من خلال الإهمال والتقصير في مواجهة هذا المرض قبل استفحاله .

أمام إهمال المجتمع لهم ، خرّج علينا منذ سنوات ، أحد الصحافيين في الصحف الخاصة ، خلال مقال له في جريدة شهيرة ، يحمل لنا حلاً سحرياً لهذا المرض ، تخيلوا هذا الحل السحري ، الذي سمحت هذه الجريدة لنفسها أن تُعلنه على قرائها دون إي إحساس بالمسؤولية ، وهو " التجربة البرازيلية في التعامل معها " ، والمتمثلة في إعدام هؤلاء الأطفال ، وكأن جميع الحلول والأفكار والمقترحات غابت عنا ، ولم نجد سوى القتل لهؤلاء الأطفال .

يا سادة علينا أن ننظر إلى تجربة الدول المتقدمة ، في التعامل مع هذا المرض ، وهي تبني مشروع قومي لهؤلاء الأطفال ، يقوم على إعداد قاعدة بيانات عنهم ، ويتضمن عدة معايير ، أهمها إعادة دمجهم في المجتمع وتأهيلهم نفسياً وبدنياً وصحياً ، حتى يصبحوا جزء من هذا المجتمع ، لهم ما لباقي أفراد المجتمع من حقوق ، وعليهم ما على الباقي من واجبات .

وحتى يخرج علينا مسؤول بمشروع قومي لمواجهة هذا المرض ، فهناك حلول عاجلة ، متمثلة ، في التعاون مع الجهات المعنية والتكاتف مع منظمات المجتمع المدني ، لإنشاء مؤسسات لرعاية هؤلاء الأطفال ، على أن يتوافر فيها الجو الملائم والمناسب لهم ، حتى لا ندفهم إلى الهروب منها كما هرّبوا من قبل من أسرهم ، يا سادة ، بعض الدول أعدت مشروع للكشف عن قدرات هؤلاء الأطفال ومواهبهم ، حتى أصبحوا هؤلاء وزراء ومسؤولين في بلادهم ، يا سادة هؤلاء ثروة بشرية إذ أحسنا استغلاله .

GMT 08:52 2017 الثلاثاء ,25 إبريل / نيسان

الإعلام بين ثورتين

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

مشكلة أطفال الشوارعهل لها حلول مشكلة أطفال الشوارعهل لها حلول



يتميَّز بطبقة شفّافة مُطرّزة وحواف مخملية

كورتني كوكس تُهدي فُستانًا ارتدته قبل 20 عامًا لابنتها كوكو

نيويورك ـ مادلين سعاده

GMT 03:24 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

"دولتشي آند غابانا" تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019
  مصر اليوم - دولتشي آند غابانا تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019

GMT 06:16 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة
  مصر اليوم - أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة

GMT 09:04 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية
  مصر اليوم - ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية

GMT 12:48 2019 الخميس ,10 كانون الثاني / يناير

تعرف على تاريخ مصر القديمة في مجال الأزياء والموضة

GMT 03:59 2018 الأحد ,28 كانون الثاني / يناير

تفاصيل جديدة في حادث الاعتداء على هشام جنينه

GMT 10:53 2018 الأربعاء ,17 كانون الثاني / يناير

العلماء يحذرون عشاق "شاي الأكياس" من المخاطر الصحية

GMT 15:26 2018 الجمعة ,12 كانون الثاني / يناير

ميلان يضع خُطة لإعادة تأهيل أندريا كونتي

GMT 09:19 2018 الثلاثاء ,02 كانون الثاني / يناير

وصول جثمان إبراهيم نافع إلى مطار القاهرة من الإمارات

GMT 08:13 2018 الإثنين ,01 كانون الثاني / يناير

التغذية غير الصحية كلمة السر في الشعور بالخمول

GMT 09:09 2017 الخميس ,28 كانون الأول / ديسمبر

طارق السيد ينصح مجلس إدارة الزمالك بالابتعاد عن الكرة

GMT 00:47 2017 الثلاثاء ,26 كانون الأول / ديسمبر

أمن الإسماعيلية يرحب باستضافة المصري في الكونفدرالية

GMT 18:22 2017 السبت ,09 كانون الأول / ديسمبر

القدر أنقذ ميسي من اللعب في الدرجة الثانية

GMT 09:28 2016 الخميس ,18 شباط / فبراير

عرض فيلم "نساء صغيرات" في الإسكندرية
 
Egypt-Sports

All rights reserved 2024 Arabs Today Ltd.

All rights reserved 2024 Arabs Today Ltd.

egyptsports egyptsports egyptsports egyptsports
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon