بقلم: محمود حساني
تحتفل مصر هذه الأيام ، بمرور 35 عاماً على تحرير سيناء من الاحتلال الإسرائيلي ، الذي يوافق 25 أبريل/ نيسان من كل عام ، تلك القطهة الهامة والإستراتيجية من أرض مصر ، التي استولى عليها العدوان الإسرائيلي عقب هزيمة 1967 ، والتي دفعت مصر في سبيل استردادها كل ما هو غالي ونفيس ، وفقدت الآلاف من أبنائها في الحروب التي خاضتها ، والتي كان آخرها حرب أكتوبر/تشرين الأول 1973 ، عندما لقّنت العدو الإسرائيلي درساً لن ينساه طوال حياته .
وبعد مُضي 5 أعوام على تلك المعركة ، رفعّت مصر شعار السلام ، وأبرمت معاهدة " كامب ديفيد " ، مع الجانب الإسرائيلي ، والتي كان من أهم نتائجها ، انسحاب القوات الإسرائيلية بالكامل من شبه جزيرة سيناء ، وعودة السيادة المصرية عليها ، وبعد الحرب العسكرية التي خاضتها مصر ، وشهد بها العالم أجمع ، خاضت مصر حرباً أخرى ، غير أن الحرب هذه المرة دبلوماسية وليست عسكرية ، حيث استطاع فريق قانوني مصري من طراز رفيع ، اللجوء إلى التحكيم الدولي ، ونجح في استرداد ، أخر جزء من أرض مصر ، مدينة طابا في 15 مارس/ آذار 1989 .
كانت ومازالت سيناء ، محل أطماع ليست من إسرائيل وحدها وإنما من دول إقليمية ودولية ، اتحدوا جميعاً من أجل السيطرة والإستيلاء على تلك البقعة الغالية من أرض الوطن ، وهانحن نخوض حرباً شرسة في مواجهتهم ، لن تنتهي بعد ولكننا قطعنا شوطاً كبيراً فيها ، ستنتهي بأذن الله والنصر حليفنا كما كان حليفنا في الماضي .
شهداء الأمس واليوم والمستقبل ، دمائهم غالية علينا جميعاً ، فالولا دماء الأمس ، لما كانت سيناء ، موجودة بيننا الآن ، ولولا دماء اليوم ، لأصبحت سيناء مرتعاً لعناصر متطرفة من شتى دول العالم ، ودماء المستقبل ، أصحابها في انتظار دورهم من أجل أن يعيش غيرهم ، هؤلاء جميعاً لهم منا كل التحية والتقدير والاحترام ، فسلام عليكم أيها الشهداء .