أكرم علي
في حي الأزهر العتيق انتشرت مصاحف ملونة لأول مرة وسط استياء البعض باعتبار ذلك اهانة لكتاب الله الكريم، فيما يرى المعجبون بهذه الفكرة أنه لا مانع ولا أزمة في شراء تلك المصاحف الجديدة والتي قد تزيد رغبة الفتيات والشباب في الامساك بالمصاحف بعيدا عن الشكل المعتاد منذ القرون الماضية. رغم اقبال الشباب وخاصة من الفتيات على المصاحف الملونة وخاصة اللون الوردي منها والأزرق، إلا أن موجة غضب عارمة اجتاحت مواقع التواصل الإجتماعي على فيسبوك وتويتر مما دفع مسؤولو الأزهر الشريف لإصدار قرارات بمصادرة تلك المصاحف حال العثور عليها ومنع بيعها في المحلات ومع الباعة احتراما لقدسية القرآن الكريم.
رغم نشوب هذه الأزمة الأهم أن يعمل الشباب والفتيات بما ينص عليه الكتاب الكريم لا يهمني لون المصحف إذا كان بمبي أو أحمر وإنما ما أريده وأتمنى تحقيقه هو تنفيذ ما ورد بالقرآن الكريم ونص عليه صحيح الدين، أتمنى أن يتحلى الشباب بالأخلاق الحميدة من احترام وعلم وصون المرأة والعمل الجاد. ربما تعتبر واقعة المصاحف الملونة نوع جديد من أنواع التدين المنافق الذي يعتد بالمظاهر فقط وليس تدين القلب والصدق في الأفعال، لا مانع لدي من انتشار المصاحف الملونة بشرط تنفيذ الشباب تعاليم الدين الحنيف ومراعاة الضمير والصدق واحترام الأمانة وغيره وغيره من الأخلاق التي ابتعد عنها الكثير.
على الأولى أن يكثف الأزهر الشريف جهوده العظيمة في توعية الشباب والقيام بحملات لإعادة نشر الأخلاق الحميدة بينهم بدلا من حملات مصادرة المصاحف الملونة التي لا تهين الكتاب العزيز من وجهة نظري، الأولى أن يتم التجاوب مع أفكار الشباب ورغباتهم ومتطلباتهم حتى لا يتجهوا إلى القبلة الأخرى ويزداد العنف والتطرف والكراهية بين الشباب.