توقيت القاهرة المحلي 13:53:48 آخر تحديث
  مصر اليوم -

البيئة الحاضنة

  مصر اليوم -

البيئة الحاضنة

بقلم : محمود حساني

ظاهرة التطرف الذي ابتلت به مصرنا الغالية منذ عزل جماعة "الإخوان" المحظورة عن حكم البلاد ، في اعتقادي ليس وليد الوقت الراهن ، كما يتصور البعض ، وإنما يعود إلى العقود الثلاثة الماضية ، حيث تربى وترعرع وأخذ في النمو ، إلى أن جاءت اللحظة التي خرج فيها بعد أن اكتمل نموه طوال الثلاثين سنة الماضية ، وهي فترة حكم الرئيس الأسبق حسني مبارك.

يُخطئ من يعتقد أن التطرف ، خرج علينا بين عشيةً وضحاها ، في ظل وجود الظروف والأسباب التي ساعدته على النمو ، والتي تُعرف في العلوم السياسية بمصطلح " البيئة الحاضنة ".

لم أُصب بالدهشة كغيري ، عندما توقفوا أمام الأسماء التي أعلنتها الأجهزة الأمنية في وزارة الداخلية ، وجاءت جميعها ، من محافظة واحدة في أقصى صعيد مصر، وهي محافظة قنا ، حيث الفقر والجهل وغياب التنمية وانعدام فرص العمل ، كل ذلك ساعد على توفير البيئة  اللازمة لخلق عناصر متطرفة ، ضف إلى ذلك أن الصعيد يُعد مركزاً لتواجد قيادات وعناصر الجماعات الإسلامية التي تتخذ من الجبال مخبأً لها تُمارس فيه أنشطتها ، وتستقطب عناصرها الجديدة ، وتُدربها على حمل السلاح ، كل ذلك بعيداً عن أعين الأمن .

هي جماعات صاحبة تاريخ دموي عنيف مع الدولة المصرية خلال فترة التسعينيات ، بلغت ذروة أعمالها المتطرفة ، باستهداف مديرية أمن أسيوط ، التي راح ضحيتها العشرات من رجال الشرطة .

إذن علينا أن ندرك تماماً ونحن في  الحرب التي نخوضها في مواجهة التطرف ، أن المواجهة ليست أمنية كما يتصور البعض ، بل هي مواجهة شاملة ، أمنية وسياسية واقتصادية واجتماعية ، فالمواجهة الأمنية وحدها ، لن تقضي على التطرف ، بقدر ما ستساعد على انتشاره ونموه واستقطاب عناصر جديدة .

لذا علينا أن ندرك تماماً ، دور التنمية في مواجهة التطرف ، فحان الوقت أن نلقي نظرة نحو  صعيد مصر وأهله ، الذي غاب عن نظر جميع الحكومات المتعاقبة ، خلال العقود الثلاثة الماضية ، وأصبح تركيزها منصبًا على محافظات الوجه البحري ، لذا لابد من تنمية حقيقية ، في صعيد مصر ، يشعر معها المواطن الصعيدي ، أنه ليس مواطن درجة ثانية أو مهمش ، محروم من أبسط حقوقه ، وهي الحق في الحصول على خدمة صحية جيدة ، والحق في الحصول على فرصة عمل مناسبة ، فبدون  القضاء على أسباب تواجد التطرف ، لن نتمكن من مواجهته ، وستذهب محاولاتنا هباءً.

فالتطرف لم يعد كما كان في الماضي ، يتم استقطاب العناصر الجديدة ، من خلال السيطرة على عقول الشباب ، وإجراء عمليات غسيل مخ ، واستغلال جهله وفقره ، وهي أمور بطبيعتها كانت تستغرق شهور ، حتى تنجح الجماعة الإسلامية ، في استقطاب عنصر جديد ، وإنما أصبح الأمر  في انتشار مواقع التواصل الاجتماعي ، لا يستغرق سوى دقائق ، لاستقطاب عنصر جديد .

GMT 10:24 2017 الإثنين ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

حق المنفعة في مخيمات اللجوء

GMT 17:51 2017 الخميس ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

"بوكرة شو" ابتسامة سعد للمستقبل

GMT 11:03 2017 الثلاثاء ,31 تشرين الأول / أكتوبر

مصر والقضية

GMT 08:20 2017 الإثنين ,30 تشرين الأول / أكتوبر

حين يُزهرُ الخريف

GMT 19:53 2017 السبت ,28 تشرين الأول / أكتوبر

جذور الإرهاب في الصعيد 6

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

البيئة الحاضنة البيئة الحاضنة



يتميَّز بطبقة شفّافة مُطرّزة وحواف مخملية

كورتني كوكس تُهدي فُستانًا ارتدته قبل 20 عامًا لابنتها كوكو

نيويورك ـ مادلين سعاده

GMT 03:24 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

"دولتشي آند غابانا" تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019
  مصر اليوم - دولتشي آند غابانا تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019

GMT 06:16 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة
  مصر اليوم - أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة

GMT 09:04 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية
  مصر اليوم - ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية

GMT 12:48 2019 الخميس ,10 كانون الثاني / يناير

تعرف على تاريخ مصر القديمة في مجال الأزياء والموضة

GMT 03:59 2018 الأحد ,28 كانون الثاني / يناير

تفاصيل جديدة في حادث الاعتداء على هشام جنينه

GMT 10:53 2018 الأربعاء ,17 كانون الثاني / يناير

العلماء يحذرون عشاق "شاي الأكياس" من المخاطر الصحية

GMT 15:26 2018 الجمعة ,12 كانون الثاني / يناير

ميلان يضع خُطة لإعادة تأهيل أندريا كونتي

GMT 09:19 2018 الثلاثاء ,02 كانون الثاني / يناير

وصول جثمان إبراهيم نافع إلى مطار القاهرة من الإمارات

GMT 08:13 2018 الإثنين ,01 كانون الثاني / يناير

التغذية غير الصحية كلمة السر في الشعور بالخمول

GMT 09:09 2017 الخميس ,28 كانون الأول / ديسمبر

طارق السيد ينصح مجلس إدارة الزمالك بالابتعاد عن الكرة

GMT 00:47 2017 الثلاثاء ,26 كانون الأول / ديسمبر

أمن الإسماعيلية يرحب باستضافة المصري في الكونفدرالية

GMT 18:22 2017 السبت ,09 كانون الأول / ديسمبر

القدر أنقذ ميسي من اللعب في الدرجة الثانية

GMT 09:28 2016 الخميس ,18 شباط / فبراير

عرض فيلم "نساء صغيرات" في الإسكندرية
 
Egypt-Sports

All rights reserved 2024 Arabs Today Ltd.

All rights reserved 2024 Arabs Today Ltd.

egyptsports egyptsports egyptsports egyptsports
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon