وفاء لطفي
"الآية رقم 42 في سورة عبس" يقول تعالى "أُولَئِكَ هُمُ الْكَفَرَةُ الْفَجَرَةُ"، وحين نبحث في تفسير تلك الآية العظيمة، فهم الذين تكون صفتهم يوم القيامة الكفرة بالله، وهم من كانوا في الدنيا "الفجرة في دينهم"، لا يبالون ما أتوا به من معاصي الله، وانتهكوا محارمه، فجزاهم الله بسوء أعمالهم، وهم "كلاب أهل النار". وهذه الآية ينطبق في نصها وفي تفسيرها، على المتورطين في الإنفجار الذي تم قرب المسجد النبوي "المسجد الحرام"، لأنهم حقًا كفرة وفجرة، ولم يكلفوا أنفسهم سعيًا للبحث في معنى ودلالة ومفهوم ووصف هذا المسجد بـ "الحرام"!.
فأي دين يتبع هؤلاء ؟، كيف يتم اقناعهم؟، ألم يهابوا حرمة المسجد، ألم يطلعوا على قول سيد الخلق سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم: "من أراد أهلَ المدينة بسوءٍ أذابه الله كما يذوب الملح في الماء"!. وبالتأكيد هؤلاء "الكفرة الفجرة" تتحقق فيهم قول الرسول عليه الصلاة والسلام "اللهم من أراد المدينة بسوءٍ فأَذِبه كما يذوب الرصاص في النار، وكما يذوب الملح في الماء، وكما تذوب الإهالةُ في الشمس".