توقيت القاهرة المحلي 13:53:48 آخر تحديث
  مصر اليوم -

"هروب دائم"

  مصر اليوم -

هروب دائم

بقلم / وفاء لطفي

لوحظ في الآونة الأخيرة، تزايد هجرة الشباب بطريقة غير شرعية، من خلال "حشر" مجموعة من الشباب من مختلف محافظات مصر، في قارب متهالك، ويلقون بأنفسهم في أمواج بحر متلاطم، أملا في حياة أفضل على الشاطئ الأخر في بلاد قد يعامل فيها الغريب بأسلوب أفضل من المواطن في الدول العربية.

فمن المؤكد أن هناك عدة أفكار خاطئة تسيطر على مخيلة المهاجرين، وتبدأ هذه الأفكار عندما يعتقد المهاجر أن العمل بصورة غير شرعية شوف تقتصر مصاعبه ومشكلاته على الفترة الأولى، وهذا قد يكون غير صحيح في أغلب الأحوال، فالعمل بصورة غير شرعية يحيل حياة المهاجر إلى حياة هروب دائم، وهروب من عمل لعمل أخر".

كما أن اعتقاد المهاجر بأن راتبه في المهجر سيكون مجزيًا، بل فيه فائض يمكن ادخاره، هو تفكير خاطئ أيضًا، لأنه في الواقع أن ذلك وهم أخر، حيث أنه إضافة لغلاء المعيشة في دول المهجر، والمصاريف الكثيرة التي تحتاجها حياة التخفي، هناك ثمن أخر خفي قد يتكلفه المهاجر، وهو ثمن الأضرار والمخاطر بالنسبة لصحته، فعادة ما يتعرض لسوء التغذية، كما يهيمن عليه شعور القلق الدائم من إمكانية افتضاح غلطة الهجرة، مع ما يصاحبها من غياب الاستقرار العائلي وشعور بالاطمئنان والسكينة، كما أن جميع هذه الأمور تؤدي إلى علل جسدية ونفسية واجتماعية ستكون لها آثار سلبية على حياة المهاجر في حاضره وفي مستقبله، حتى وإن عاد إلى وطنه الأصلي مختارا أو مرحلا من قبل سلطات دولة المهجر.

كما أنه ثمة تفكير خاطئ عندما يعتقد المهاجر أنه سيجد في الغربة صداقات جديدة وعلاقات اجتماعية مثيرة وفرحة، وأنه سيكون أكثر حرية في غياب مراقبة عائلته، وأنه سيحصل على فرص ترقيات إلى غيرها من مظاهر!.

فحياة التخفي تعني التنقل الدائم من وظيفة إلى وظيفة، ومن مسكن إلى مسكن، ومن عمل مؤقت في غالب الأحيان إلى بطالة ملازمة في دول المهجر، الأمر الذي يجعل بناء علاقات إنسانية حميمة أمرا شبه مستجيل، وعوضا عن ذلك تهيمن الوحدة ومشاعر الغربة على المهاجر، مما يجعل من الهجرة غير الشرعية ما هي إلا مسلسلا لـ" الهروب الدائم".

وإذا ما تحدثنا عن طرق مواجهة الظاهرة، فطرحت دراسة حديثة للمركز القومي للبحوث الجنائية والاجتماعية في مصر، سؤالا: "ما الذي يجب أن توفره الدولة لكي لا يكررون السفر بتلك الطريقة"، فكانت الإجابة أن 74,3% يطالبون بتوفير فرصة عمل على رأس مطالب الشباب من الدولة، و61,6% يطالبون بتوفير دخل جيد ، و26,9% يطالبون بأن تعاملهم الدولة كإنسان، و26% يطالبون بتسهيل الهجرة الشرعية، في حين يطالب 17,9% بأن يكونوا قادرين على تكاليف الزواج، وطالبوا 12% بامتلاك منزل معيشة.

فهل تتحرك الدول المصدرة للهجرة غير الشرعية، وتنفذ المطالب السابقة، كوسيلة لمحاربة هذه الظاهرة التي تزاد خطورتها يوما بعد الأخر؟ّ!.

GMT 21:23 2019 السبت ,08 حزيران / يونيو

الثانوية الكابوسية.. الموت قلقا

GMT 19:57 2019 السبت ,05 كانون الثاني / يناير

نهوض سوريا تهديد لإسرائيل

GMT 19:55 2019 السبت ,05 كانون الثاني / يناير

تسارع استعادة السيطرة السورية على شرق الفرات ؟

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

هروب دائم هروب دائم



يتميَّز بطبقة شفّافة مُطرّزة وحواف مخملية

كورتني كوكس تُهدي فُستانًا ارتدته قبل 20 عامًا لابنتها كوكو

نيويورك ـ مادلين سعاده

GMT 03:24 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

"دولتشي آند غابانا" تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019
  مصر اليوم - دولتشي آند غابانا تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019

GMT 06:16 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة
  مصر اليوم - أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة

GMT 09:04 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية
  مصر اليوم - ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية

GMT 12:48 2019 الخميس ,10 كانون الثاني / يناير

تعرف على تاريخ مصر القديمة في مجال الأزياء والموضة

GMT 03:59 2018 الأحد ,28 كانون الثاني / يناير

تفاصيل جديدة في حادث الاعتداء على هشام جنينه

GMT 10:53 2018 الأربعاء ,17 كانون الثاني / يناير

العلماء يحذرون عشاق "شاي الأكياس" من المخاطر الصحية

GMT 15:26 2018 الجمعة ,12 كانون الثاني / يناير

ميلان يضع خُطة لإعادة تأهيل أندريا كونتي

GMT 09:19 2018 الثلاثاء ,02 كانون الثاني / يناير

وصول جثمان إبراهيم نافع إلى مطار القاهرة من الإمارات

GMT 08:13 2018 الإثنين ,01 كانون الثاني / يناير

التغذية غير الصحية كلمة السر في الشعور بالخمول

GMT 09:09 2017 الخميس ,28 كانون الأول / ديسمبر

طارق السيد ينصح مجلس إدارة الزمالك بالابتعاد عن الكرة

GMT 00:47 2017 الثلاثاء ,26 كانون الأول / ديسمبر

أمن الإسماعيلية يرحب باستضافة المصري في الكونفدرالية

GMT 18:22 2017 السبت ,09 كانون الأول / ديسمبر

القدر أنقذ ميسي من اللعب في الدرجة الثانية

GMT 09:28 2016 الخميس ,18 شباط / فبراير

عرض فيلم "نساء صغيرات" في الإسكندرية
 
Egypt-Sports

All rights reserved 2024 Arabs Today Ltd.

All rights reserved 2024 Arabs Today Ltd.

egyptsports egyptsports egyptsports egyptsports
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon