بقلم : جمال علم الدين
اهتم الإسلام كثيرا بالعلاقات الاجتماعية بمختلف أنواعها ودعا إلى وحدة المسلمين وتضامنهم وتجنب الخلافات في ما بينهم لأن المسلمين إخوة وجاء الإسلام بما فيه مصلحة البشرية كلها، ولا أدل على ذلك من اهتمام الإسلام بالعلاقات التي تكون المجتمع الواحد المتماسك والدولة الواحدة المتماسكة وكل ذلك بدءا بالأسرة وانتهاء بالأمة كلها.
خلق الله البشر وأقام بينهم روابط متعددة، إنسانية ودينية وقومية وعائلية، وذلك ليتعاون الناس في شؤون حياة المسلمين وغيرهم؛ فالإسلام دين عالمي وواقعي، أخذ في الاعتبار هذه الروابط المتعددة في مختلف أحكامه.
فقد أمر الإسلام ببر الوالدين؛ وصلة الرحم؛ وحسن الجوار؛ وبذل الإحسان؛ والعطف على المحتاج؛ والمؤاخاة بين المسلمين ودعا إلى وحدة المسلمين والتضامن في ما بينهم، وتجنب الخلافات في ما بينهم، كما دعا إلى الإحسان إلى الأهل، وإلى ذوي القربى؛ والجيران واليتامى والمحتاجين.
وأما في جانب العلاقة بين المسلمين وغيرهم؛ فقد اعتنى الإسلام بتنظيمهما، وبتنظيم العلاقات التي تربط البشر بالبشر، ودعا إلى التعارف بين أبناء البشرية كلها، فهو دين عالمي وواقعي وصالح لكل زمان ومكان.
ومن هنا حث الإسلام على احترام الإنسان وحث المسلمين على التعايش واحترام الاختلاف والتنوع مع غير المسلمين وأوجب البر والقسط، وهو العدالة معهم، ما دام أنه لم تظهر منهم عداوة للمسلمين.
قال تعالى: (لَّا يَنْهَاكُمُ اللَّهُ عَنِ الَّذِينَ لَمْ يُقَاتِلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَلَمْ يُخْرِجُوكُم مِّن دِيَارِكُمْ أَن تَبَرُّوهُمْ وَتُقْسِطُوا إِلَيْهِمْ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ) صدق الله العظيم.