توقيت القاهرة المحلي 13:53:48 آخر تحديث
  مصر اليوم -

فاجعة "بوركون": من أجل مدينة للحياة والعيش المشترك

  مصر اليوم -

فاجعة بوركون من أجل مدينة للحياة والعيش المشترك

المريزق المصطفى

منذ تأسيسه في يوليوز 2012، ناشد المنتدى الوطني للمدينة كل الفاعلين والمسؤولين والمنتخبين والمهتمين والساهرين على تنظيم وتدبير العيش المشترك في المدينة المغربية، بإعطاء أهمية بالغة لها واقتراح حلول عملية للعديد من الإشكالات المرتبطة بها تاريخيا و اقتصاديا و اجتماعيا و ثقافيا و عمرانيا، و العمل على تلاؤم المشاريع و التدابير والبرامج المؤسساتية الخاصة بتأهيلها وفق ما يقتضيه واقع تطور وتعقد الحياة داخلها. ويأتي كذلك هذا الاهتمام بالمدينة، في سياق واقع الاحتياجات والانتظارات الطموحة، وجوابا على الغاية الكامنة وراء الرغبة في التمتع بكافة الحقوق والحريات كشرط أساسي للعيش المشترك والتعايش فيما بين جميع أفرادها، حتى يستقيم بذلك مطلب استكمال إنسانية الإنسان في قلب حركية مجتمعية محازبة للحداثة والديمقراطية، وترسيخ و تفعيل ما تم التنصيص عليه دستوريا من إعمال للمقارنة التشاركية في تدبير الشأن العام. إن الفاجعة التي شهدتها العاصمة الاقتصادية الدار البيضاء، أولى المدن المغربية، صبيحة الجمعة الماضية، وخلفت عددا من القتلى والجرحى ومفقودين وفاقدي السكن، جراء حادث انهيار ثلاث عمارات بحي "بوركون"، تجعلنا نطرح أكثر من سؤال عن الجهات المسؤولة عن هذا الحادث المؤلم الذي يعتبر من دون شك نتيجة للاختيارات التي نهجت أسلوب الفوضى في التعمير وشجعت على العشوائية في التدبير و باركت السمسرة في التسيير و دعمت المتاجرين في الإرث العمراني و البيئة و التعمير؛ و تجعلنا مقتنعين أكثر من أي و قت مضى بضرورة الاهتمام الجاد و المسؤول بموضوع التعمير الارتجالي وطرح بدائل و اقتراحات عملية لتجاوز تعثر البرامج القطاعية، والتشجيع على تبادل الرأي حول المشاكل المرتبطة بالفوارق بين أطراف و هوامش المدن و مناطقها المركزية، و ما ينجم عن ذلك من فقر وهشاشة وكوارث وأوبئة وظروف معيشية قاسية تخلق التطرف و تشجع على العنف و الجريمة. كما أن فاجعة "حي بوركون" تجعلنا اليوم نقف على محطات من الألم الناجم عن ضعف السياسات العمومية المحلية و عدم توفير المرافق و الخدمات العامة وعجزها عن القيام بالإشراف الكامل على المدن التي تديرها. إن المنتدى الوطني للمدينة الذي و ضع نصب أعينه سياسة المدينة منذ نشأته، و أمام هول الفاجعة الأخيرة، يستحضر بكل قوة و عزم حقوق المدينة و حق سكانها في المدينة من أجل الحياة، ويعبر عن تضامنه مع كل الضحايا و يقدم التعازي لعائلات و أولياء و أقرباء و أصدقاء الضحايا. لقد آن الأوان لمراجعة المخططات و التصاميم و سياسة التنمية الحضرية التي لا زالت تغض الطرف عن البنايات القديمة، وعن الأحياء الحضرية الهشة، وتلك التي تعاني من نقص في التجهيزات الأساسية و البنيات التحتية. و هذا يستدعي مقاربة مبتكرة و مواطنة، تساهم في خلق كرامة الإنسان و تعزز روح التضامن، و تخلق رؤى شفافة و ديمقراطية تربط بين الحق في المدينة و مدينة الحقوق. إن الاكراهات التي باتت تهدد العديد من أحياء المدن، خاصة مع تنامي ظاهرة الزحف الحضري و تزايد حجم سكان المدن بشكل ملفت للانتباه، تفرض اليوم تشريع عصري و قوانين جديدة في مجال التعمير و الإسكان و التنمية المجالية، و تقويم الاختلالات و القضاء على التهميش و الاستبعاد الاجتماعي. خلاصة القول، إن دور الدولة بات ضروريا لاسترجاع زمام الأمور، للقضاء على كل مظاهر الوساطة و السمسرة و سن قوانين و تشريعات متعلقة بسياسة المدينة، تجعل منها ( المدينة) إنجاز إنساني، يمثل تجسيدا لنمط مجتمعي و تأليفا لأفعال مشتركة؛ إن المدينة تستحق أكثر من حوار و طني و تضع أمامنا تحدي كبير خاص بتطوير و تطبيق نموذج مستدام قائم على مبادئ الحرية و المساواة و الكرامة و العدالة الاجتماعية

GMT 21:23 2019 السبت ,08 حزيران / يونيو

الثانوية الكابوسية.. الموت قلقا

GMT 19:57 2019 السبت ,05 كانون الثاني / يناير

نهوض سوريا تهديد لإسرائيل

GMT 19:55 2019 السبت ,05 كانون الثاني / يناير

تسارع استعادة السيطرة السورية على شرق الفرات ؟

GMT 19:52 2019 السبت ,05 كانون الثاني / يناير

سورية والعائدون إليها

GMT 19:50 2019 السبت ,05 كانون الثاني / يناير

لبنان عكس الطائف بين ثلاثة مفاهيم خطيرة... وتشوّهين

GMT 22:32 2018 الأربعاء ,19 كانون الأول / ديسمبر

الحوثيين... ذلك الإعصار المدمر

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

فاجعة بوركون من أجل مدينة للحياة والعيش المشترك فاجعة بوركون من أجل مدينة للحياة والعيش المشترك



يتميَّز بطبقة شفّافة مُطرّزة وحواف مخملية

كورتني كوكس تُهدي فُستانًا ارتدته قبل 20 عامًا لابنتها كوكو

نيويورك ـ مادلين سعاده

GMT 03:24 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

"دولتشي آند غابانا" تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019
  مصر اليوم - دولتشي آند غابانا تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019

GMT 06:16 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة
  مصر اليوم - أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة

GMT 09:04 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية
  مصر اليوم - ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية

GMT 12:48 2019 الخميس ,10 كانون الثاني / يناير

تعرف على تاريخ مصر القديمة في مجال الأزياء والموضة

GMT 03:59 2018 الأحد ,28 كانون الثاني / يناير

تفاصيل جديدة في حادث الاعتداء على هشام جنينه

GMT 10:53 2018 الأربعاء ,17 كانون الثاني / يناير

العلماء يحذرون عشاق "شاي الأكياس" من المخاطر الصحية

GMT 15:26 2018 الجمعة ,12 كانون الثاني / يناير

ميلان يضع خُطة لإعادة تأهيل أندريا كونتي

GMT 09:19 2018 الثلاثاء ,02 كانون الثاني / يناير

وصول جثمان إبراهيم نافع إلى مطار القاهرة من الإمارات

GMT 08:13 2018 الإثنين ,01 كانون الثاني / يناير

التغذية غير الصحية كلمة السر في الشعور بالخمول

GMT 09:09 2017 الخميس ,28 كانون الأول / ديسمبر

طارق السيد ينصح مجلس إدارة الزمالك بالابتعاد عن الكرة

GMT 00:47 2017 الثلاثاء ,26 كانون الأول / ديسمبر

أمن الإسماعيلية يرحب باستضافة المصري في الكونفدرالية

GMT 18:22 2017 السبت ,09 كانون الأول / ديسمبر

القدر أنقذ ميسي من اللعب في الدرجة الثانية

GMT 09:28 2016 الخميس ,18 شباط / فبراير

عرض فيلم "نساء صغيرات" في الإسكندرية
 
Egypt-Sports

All rights reserved 2024 Arabs Today Ltd.

All rights reserved 2024 Arabs Today Ltd.

egyptsports egyptsports egyptsports egyptsports
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon