أكرم علي
رغم الدعوات الأوروبية وخاصة البرلمان الأوروبي في إعادة العلاقات مع مصر، إلا أن قطبي القارة الأوروبية المتمثلين في كل من "فرنسا" و"ألمانيا" لم تتعامل مع تلك الدعوات خاصة بعد زيارة الرئيس الفرنس ي فرانسوا هولاند وزيجيمار جباريل، نائب المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل إلى مصر في نفس التوقيت جاءوا أبلغ رد على تلك الدعوات التي تهدف إلى عزل "مصر" أوروبيا مثلما قال الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي في مؤتمره المشترك مع هولاند أمس الأول.
أعتقد أن هذه الزيارات بعد شهر تقريبا من بيان البرلمان الأوروبي الحاد تجاه مصر، أدى إلى تعزيز العلاقات مع القاهرة والتي غلب عليها الطابع الإقتصادي في ظل المحاولات التي تريد استهداف الاقتصاد المصري في الفترة الأخيرة. وتزامنت زيارة الرئيس الفرنسي فرانسوا أولاند لمصر لأول مرة وبرفقته وفد يضم 120 رجل أعمال ومستثمر مع زيارة نائب المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل على رأس وفد يضم 150 رجل أعمال ومستثمر والذين أبرزوا صورة إيجابية للغاية عن مصر في الإعلان الغربي وأن هناك وفود أجنبية رفيعة مستوى مازالت تزور مصر في الوقت الحالي وتوقع اتفاقيات اقتصادية هامة، مما يؤكد أن لـ"البزنيس" حسابات أخرى بعيدا عن تعقيدات السياسة وأهدافها.
وإن زيارة الوفد الألماني لمصر وتوقيع العديد من الاتفاقيات مع الجانب المصري سواء على الجانب الحكومي أو القطاع الخاص بما يفيد الشركات الألمانية التي ترغب في الاستثمار في مصر وأبرزها شركة سيمنز وليندا الذين وقعا اتفاقيات تقدر بملايين الدولارات، فيعود على مصر بالنفع والإيجابية وتحسين صورتها الذهنية في القارة. كما أن زيارة الرئيس الفرنسي كان لها رسائل عدة أيضا على التعامل الأوروبي وخاصة على مستوى البرلمان والإتحاد الأوروبي الفترة المقبلة بأن أكبر الدول الأوروبية مازالت تتعامل مع مصر بحسابات أخرى وتسعى لدعم والتعاون مع الإقتصاد المصري مما ينقل صورة إيجابية عن مصر في الإعلام الغربي الفترة المقبلة.
ورغم محاولات البعض بإثارة قضية المدرس الفرنسي "إريك لانغ" أثناء زيارة الرئيس الفرنسي أولاند لمصر للتعتيم على الزيارة الهامة، فلم يتم إثارة القضية ولم تأخذ نفس المنحنى التي اتخذته قضية الطالب الإيطالي "جوليو ريجيني" نظرا للعلاقات القوية بين البلدين سواء على الشق العسكري والاقتصادي والسياسي في الفترة الماضي، وأن مصر تعتبر من أبرز زبائن المصنع الفرنسي للأسلحة العسكرية.