أحمد المالكي
هل يمكن أن نكفر بالديمقراطية؟ الإجابة نعم نكفر بها وبكل من ابتكرها ونادى بها، لكن لماذا نكفر بالديمقراطية، ونحن كنا طوال الوقت ننادي بها وننادي بالحريات؟، الإجابة واضحة الآن للجميع، لقد تحول العالم العربي إلى فوضى عارمة بعد ثورات الربيع العربي، وهذه الفوضى هي نتيجة خلقها أصحاب الديمقراطية المزعومة.
عندما نرى صور لاجئين سورية يموتون غرقا في البحر بعد فرارهم من الموت في سورية لابد أن نكفر بالديمقراطية، عندما نرى الآلاف من السوريين ينامون في شوارع المجر وصربيا ويتعرضون للاعتقال، ويستغلهم عصابات تهريب البشر لابد أن نكفر بالديمقراطية.
ماذا صنعت الديمقراطية لهؤلاء ؟ لقد جلبت لهم المتاعب والموت، الديمقراطية صناعه مخابراتية دمرت عالمنا العربي وحولتنا إلى ضحايا وقتلى كل يوم، أرقام على شاشات الفضائيات، دعونا نعترف الآن أن الشعوب العربية كانت تعيش حياة أفضل قبل ثورات الربيع العربي، وأيضا الشعب العراقي كان يعيش حياة أفضل قبل سقوط نظام صدام حسين ودخول الاحتلال إلى العراق.
حتى تونس ومصر، من يعتقد أن الشعب التونسي والشعب المصري يعيش في جنة الآن فهذا غير صحيح، الوضع هنا وان بدا هناك استقرار إلا أن من وجهة نظري أن الوضع كان أفضل قبل يناير ولو قليلا، ودعونا نعترف أن المعارضة في عالمنا العربي فاشلة فشلا ذريعًا، هي طوال الوقت تعارض الأنظمة دون أن تقدم بديلا حقيقيا أو أن تقدم حلولًا لتجعل الوضع أفضل.
هم فقط يدشنون الأحزاب والائتلافات وعندما يصل الأمر إلى مكاسب شخصية يتصارعون ويتقاتلون من اجل مكاسبهم الشخصية، وآخر ما يفكرون به الوطن، لقد حان الوقت لان يصبح هناك حلول لقضايا تعقدت كثيرا ودمرت شعوبا.
لقد حان الوقت لعمل انظمه عربية حاكمة قوية تعمل فقط من اجل مصلحة شعوبها ليس من اجل مصلحة الأميركان والغرب، ويكفي ما حدث لنا من إتباع خطوات الشيطان ونجحوا في تفتيت الشعوب العربية، ونحن للأسف من يدفع الثمن.
الأنظمة العربية لابد أن تكون أنظمة قوية لكنها في نفس الوقت تكون عادلة وتعطي الشعوب حقوقها، وليعلم كل حاكم عربي انه لولا الظلم والاستبداد لما نجح الغرب في تجنيد الخونة والمتاْمرين وما وصل بنا الحال إلى هذا التدهور الذي نشهده الآن في العالم العربي.
وما أتعجبه الموقف المتخاذل للحكام العرب خصوصًا في دول الخليج من قضية اللاجئين السوريين، لماذا لا تنفق الأموال من اجل مساعدة اللاجئين السوريين بدلا من أن يموتوا غرقا في البحر، من أن يصلوا إلى أوروبا بحثا عن حياة أفضل، لكن للأسف الأموال الخليجية تصرف فقط على المسلحين والمتطرفين في سورية من اجل إسقاط نظام بشار الأسد.
كنت أتمنى أن أجد حاكمًا عربيًا قويًا يسعى إلى حل الأزمة السورية بكل قوة، وينفق أموال البترول على اللاجئين السوريين بدلا من أن يموتوا في البحر ويأكلهم السمك، الله سبحانه وتعالى سيحاسبنا جميعا على التقصير تجاه القضايا العربية المعقدة، وسيحاسب حكامنا العرب على كل جثة غرقت في البحر، وعلى كل طفل قتل في سورية والعراق واليمن وليبيا.
ماذا سيقول الحكام العرب عندما يقفون أمام الله وعندما يحاسبون على تخاذلهم الواضح تجاه الشعوب العربية، أيضا المعارضة التي تغسل يدها الآن مما يحدث في سورية.
فيخرج علينا الأخ أو كما يسمونه الشيخ ولا اعرف لماذا يطلقون عليه الشيخ احمد الجربا رئيس الائتلاف الوطني السوري المعارض سابقا، مع زينة يازجي على "سكاي نيوز" في برنامج "بصراحة" ويقول أن الأسد وحده من يتحمل ما يحدث للاجئين السوريين الآن.
وكاْن المعارضة غير مسؤولة أيضًا، وتحدث السيد الجربا واعترف بفشله وضعف الجيش السوري الحر الآن، ولا اعلم لماذا إذا كان السيد الجربا ورفاقه غير قادرين على التغيير وإزاحة الأسد، لماذا ظلوا خمس سنوات يخدعون الشعب السوري ويكذبون عليهم ويدعوا أنهم قادرين على إزاحة الأسد.
حتى التفاوض وصل إلى طريق مسدود وحلول دي ميستورا لم تعجب الطرفين وهناك حديث حول جنيف 3، واعتقد أن جنيف 3 لن تكون نهاية المطاف سوف نسمع عن جنيف 4 وصولا إلى جنيف 10
ما نأمله وما نتمناه الآن أن نضع حدًا لكل المهازل التي تحدث، وان نفك الاشتباك بين أبناء الوطن الواحد من اجل مصلحتنا جميعا، ومن اجل عودة كل من ترك الوطن هربا من الموت، من حقه العودة مره أخرى إلى داره وبناء وطنه وتحقيق أحلامه وأحلام أولاده.
لقد كفرنا بالديمقراطية المزعومة من الغرب، لابد أن نصنع ديمقراطية خاصة بنا على طريقتنا بعيدا عن أطماع الغرب في ثرواتنا، ديمقراطية عربية خالصة لا تظلم أحدا، ولا تأكل حقوق احد ولا تحبس أحدا بطريق الظلم، وعلى كل المعارضين احترام القوانين والمؤسسات حتى لا نسقط مرة أخرى تحت رحمة الأعداء، اللهم احفظ الوطن العربي من كل سوء.