فريدة السيد
يتصارعون على مقاعد البرلمان، ثم يوجهون سهامهم ضد الدولة و أجهزتها من أجل مكاسب سياسية، هكذا تتصرف بعض القوي السياسية التي فشلت في تشكيل قائمة قومية موّحدة، الفشل أعقبه حرب إتهامات بينهم وضد الدولة المصرية التي وقفت متفرّجة من دون أن تدافع عن نفسها، من دون أن تتدخل واكتفت بإعلان أنّها تقف علي مسافة واحدة بين الجميع.
طمع الأحزاب في مزيد من مقاعد البرلمان جعلها تتناسي أننا في حرب، نعم حرب وجود و إما نكون أو لا نكون، حرب ضد تطرَّف داخلي لا دين له، وحرب ضد جماعات مسلحة علي الحدود ومعركة بناء الدولة بعد الثورة، التي أرادت أن تهدم الفساد ثم تلتقط أنفاسها لبناء الامجاد.
الأحزاب اتهمت الدولة بالتدخل في العملية الانتخابية قبل أن تبدأ، ثم هددت بمقاطعة الانتخابات، بمجرد ظهور قائمة "في حب مصر"، عن أي تدخل تتحدثون؟؟ وكيف يكون التدخل قبل أن تبدأ الانتخابات؟؟، نتفهم أن بعضكم يضغط على الدولة لتحقيق مكاسب ويسعي لضرب قوائم بعينها، ولكن لا يجب أن يكون على حساب الوطن، فلا ترفعوا شعار "مقاعد ولو على جثة الوطن "، ولا تطبقوا السياسة بمنطق الابتزاز.
بعضكم إتهم الدولة و ما أسماه جهات سيادية برسم خريطة البرلمان، الأوضاع لا تحتمل المزايدات و الإتهامات، المرحلة تتطلب التوحد والاصطفاف، فليس لدينا رفاهية الصراع، وعلينا أن نتجه للبناء، فالانتخابات ليست مرحلة تقسيم الغنائم و لا توزيع التورتة، و إنما جزء من مرحلة بناء تتطلب جهد وشقاء.
هل يلجأ بعضكم للضغط على الدولة و لي ذراعها، ليؤسس ديمقراطية علي مقاسه، أم ترفضون تعلم قواعد اللعبة الجديدة و تتعاملون بنفس السياسيات القديمة، "الوفد و الاصلاح و التنمية" و غيرهم استخدموا سياسة الضغط على الدولة للحصول علي مقاعد أكثر في قائمة نعتوها باسم "قائمة الدولة"، وعندما فشلوا في تحقيق مخططهم عادوا ليهاجموا الدولة، و السؤال لماذا تلجأوا للإبتزاز و تتجاهلون خيار المنافسة.
عليكم أن تشعروا بوطنكم و تضحيات قواتكم المسلحة، توحدوا من أجل مصر، فالمخاطر تحيط بنا من كل الإتجاهات، عليكم أن تدركوا ما نواجهه من أخطار، أو طلقوا السياسية بالثلاثة، ارحموا مصر يرحمكم الله.