المغفور له كريم عصام

جريمة بشعة استفاق عليها المجتمع السكندرى مساء الجمعة الماضية، تفاصيلها أدمت قلوب كل الأمهات وقتلت البراءة فى قلوب الصغار والكبار، حيث تحول ثلاثة من الشباب إلى وحوش ضارية بلا قلب أو رحمة فاستسلموا لتعاطى المخدرات وتركوها تأخذهم إلى طريق القتل وسفك دماء الأبرياء للحصول على المال ليشتروا به أغراضهم المحرمة شرعا وقانونا.

فهؤلاء الثلاثة المجرمون قاموا بقتل شاب فى مقتبل العمر لا يزيد عمره على 24 عاما دفنوه حيا فى فناء منزل أحدهم وذلك بعد الاستيلاء على أمواله والسيارة التى يعمل عليها.

وكانت البداية، نقلًا عن بوابة الأهرام، بأن أوهم اثنان منهم الفقيد «كريم عصام» وهو من أبناء حى كرموز الشعبى بتوصيلهم عبر طلب على الإنترنت من منطقة سيدى بشر إلى العجمي. 

وبحسن نية شديد وطيبة معهودتين عن الفقيد كريم وافق على الطلب وركب المجرمان معه ليبدآ رحلتهما الإجرامية فى التخلص من الفقيد بأبشع طريقة تعد من جرائم الحرب، حيث كانا قد جهزا حبلا سميكا ورباطا ضاغطا لشل حركة الفقيد وتقييده. 

وقبل ذلك قاما أيضا بإعطائه عقاقير منومة كانوا قد وضعوها له داخل علبة عصير حت يتمكنوا من إحكام جريمتهم بالكامل.

وقبل أن تصل السيارة إلى مقرها الأخير فى منزل شريكهم الثالث بمنطقة الكنج مريوط وكر جريمتهم، كان شريكهم بانتظارهم بإعداد حفرة عميقة بفناء المنزل ليقوموا بدفن الشاب البرىء وهو حى ويقوموا بالاستيلاء على حصيلة نقوده التى جمعها بكده وعرقه طوال اليوم ولكن فريق البحث الذى امر به اللواء جمال عبد البارى مساعد وزير الداخلية لقطاع الامن العام نجح فى الوصول الى المتهمين حيث تمكنت القوات بإشراف اللواء شريف عبد الحميد مدير مباحث الاسكندرية من القبض على المتهمين واعترفوا بجريمتهم وتم ضبط الاموال والسيارة التى قاموا بالاستيلاء عليها بعد قتل المجنى عليه.

يقول والد كريم «عصام السيد»، وهو يعمل بهيئة ميناء الإسكندرية: «كريم» إبنى الأوسط كان شابا ملتزما جدا وهو قليل الكلام وخجول وحسن النية إلى أقصى درجة وكان يعشق مهنة القيادة، وبعد ن أنهى دراسته حصل على رخصة قيادة وقرر أن يعمل بشركة سيارات على إحدى سيارات خصصتها له الشركة فلم تكن السيارة التى قام المجرمون بسرقتها ملكه كان يعمل عليها فقط»، وتغالبه الدموع ويتماسك بعض الشىء، «هما طمعوا فى السيارة برغم أنه كان مجرد سائق عليها كان يحلم بأن يصبح صاحب سيارة فى المستقبل وكان جادا فى حلمه فكان ملتزما يعمل أكثر من عشر ساعات فى اليوم وكان يقوم بأداء فريضة الصلاة حتى يكرمه الله فى تحقيق حلمه لكن المجرمين كانوا بانتظاره ليحصلوا على ما هو ليس ملكه طمعا وجشعا ويقتلوه بمنتهى القسوة»، ويضيف الأب قائلا: «اختفى ابنى من يوم 2 يونيو وقمنا بإبلاغ قسم كرموز وتحرير محضر تغيب، وظل البحث جاريا عنه حتى تمكن رجال المباحث برئاسة الرائد أحمد جاد الله الذى تتبع الأرقام التى اتصلت بتليفون الفقيد واستطاع القبض على صاحب آخر محادثة هاتفية له وبمواجهته اعترف بارتكابه الجريمة وأرشد عن مكان دفن الجثة».

ينهمر الأب فى البكاء قائلا: «لا أتصور أن سطوة المال يمكن أن تجعل من إنسان بهذه القسوة، فيقوم بدفن شاب برئ فى مقتبل العمر حيا، لماذا لم يلقوه بالطريق أو يقيدوه ويتركوه حتى يأتى من ينقذه؟! ويختم الأب المكلوم حديثه مرددا لا أريد سوى القصاص.