الإسكندرية - محمد المصري
يحمل وجهًا بشوشًا يملئ الدنيا بالأمل والحب والتفاؤل، صادق مع نفسه، يحمل من الإصرار ما يجعله يرى الكون براحا تحت قدميه الصغيرتان، أنه "كريم عراقي" 11 عامًا، طالب في الصف الأول الإعدادي، دفعه حب وطنه وعشقه لمنتخب مصر لكرة القدم في الإصرار على الذهاب لمغرب برج العرب في الإسكندرية لمؤازرة الفريق عشمًا في الفوز والوصول إلى تصفيات كأس العالم.
التقينا بكريم الذي التقط بعض الصور الحماسية ونشرها عبر صفحته الخاصة على "فيسبوك" والتي تفاعل معها الكثيرون، أثناء ذهابه إلى الإسكندرية مطالبا الجميع بالدعاء للمنتخب بأن يحالفه الحظ.
قال كريم : "جاء قرار حضور المباراة عقب فوزي بأجمل صورة لطفل مع شركة سيف السياحية، وعرضوا عليّ وقتها رحلة إلى شرم الشيخ، أو الغردقة، أو العين السخنة، ولكني طالبت الشركة بأن تستبدل لي الرحلة بتمكني من حضور مباراة منتخب مصر اليوم بملعب برج العرب في الإسكندرية وحضرت والدتي معي التي تشاركنا وتؤازرني في كل خطوات حياتي.
وواصل :" بعد أن بلغتنا شركة السياحة بحضور المباراة شعرت بالسعادة والأمل في المكسب وانتابتني حالة من الحماس لم أشعر بها سابقا، وقررت النزول مساء ليلة أمس إلى الشارع أنا ووالدتي لشراء أعلام مصر حتى أتمكن من تلوين وتزيين عجلتي الخاصة بها لأنها بكل تأكيد ستشاركني السفر ومن حقها التشجيع هي الأخرى، وحملت علم مصر وارتديت أيضا تي شيرت المنتخب الوطني"، متابعًا أن قلبه يملئه الأمل في فوز مصر ويتوقع الفوز 2 صفر لصالح المنتخب الوطني، لكن في النهاية النتيجة "بتاعة ربنا، واللي علينا لازم نعمله، لازم نتواجد ونردد عبارات الله أكبر، تحيا مصر، والفوز لنا".
وأضاف أن حبه لوطنه يدفعه إلى أن يكون مواطن سوي ناجح مؤثر في مساره، لافتا إلى أنه بطل على مستوى الجمهورية في تنس الطاولة وحصل العام الماضي على لقب أفضل ناشئ، والتي أقيمت في بورسعيد، ويستعد في شهر 12 المقبل لبطولة الجمهورية، مشيرًا إلى أنه يتمني أن يصبح طبيب عظام ماهر يستطيع أن يواجه أي عجز قد يلحق بأي طفل في مسيرة الحركة مؤكدا على رضاه الكبير بحاله وبقدر ربنا وأنه لا محالة بإذن الله سيكون صانعا لاسمه الرياضي والمهني.
وأوضحت والدته السيدة ولاء أنها تستمد كل طاقتها من ابنها كريم وتعتبره رجل البيت لها ولشقيقتيه، وتراه سندها في الحياة المقبلة، مؤكدة أن كريم خضع لما يقرب من 14 عملية وكان جميع الأطباء يفاجئون بقوته أثناء إجراء العمليات الجراحية دون خوف أو قلق أو توتر لدرجة أن أي فريق طبي كان يندهش من قوته ومواجهته رغم كونه طفل صغير، ولفتت إلى أن حالة كريم نادرة ولم يقدر العلم على تفسيرها أو وضعها تحت مسمي علمي، لكنها تواجه به صعاب الحياة وتتغلب على كل ما هو قادم بحلم يصنعه طبيبا وبطلا رياضيا عظيما، مؤكدة أن في ضحكة كريم براح الكون والانتصار عليه.