الشيخ محمد العجمي وكيل وزارة الأوقاف في الإسكندرية

أدى الشيخ محمد العجمي وكيل وزارة الأوقاف في الإسكندرية، خطبة الجمعة اليوم في مسجد سيدي جابر، فيما وجه الشيخ عبد الرحمن نصار وكيل المديرية على رأس قافلة دعوية لأداء خطبة الجمعة بمساجد إدارة أوقاف محرم بك. وافتتح مسجد أبيس 72 والذي أقيم بالجهود الذاتية عن طريق أهل الخير من أهالي أبيس السابعة على مساحة 930 متر مربع، وقامت الوزارة بفرشه بالسجاد الجديد مساهمة منها وتقديرا للمجهودات الطيبة التي بذلت لإنهاء أعمال إحلال وتجديد المسجد بتكلفة إجمالية بلغت 2 مليون جنيه.
 
وأكد العجمي في خطبة الجمعة والتى جاءت تحت عنوان "مخاطر التطرف الفكرى وإلانفلات الأخلاقي" على أن مصر ستبقى شامخة فوق الجميع ولا مكان على أرضها للتطرف أو المتطرفين. وأوضح العجمي أن التطرف يحتاج إلى مواجهة علمية لا مواجهة عنترية، وأنه دون تصحيح الأوضاع الخاطئة ومواطن الخلل في واقعنا الذي نعيشه فلن نصل إلى حل صحيح أو علاج نافع، ولابد لوسائل الإعلام المتنوعة أن تباشر حوارًا حول التطرف وأبعاده وأسبابه المختلفة وبين كافة القضايا السياسية والاجتماعية والاقتصادية والدينية، مبصرًا بالمخاطر الحقيقية التي يمثلها التطرف والعنف والإرهاب، بغض النظر عن الثوب الذي يرتديه، وهل هو محلي أو وافد أو موفد.
 
كما أكد العجمي على أهمية تطهير المجتمع ممن احترفوا الموبقات والمنكرات والرذائل، فأشاعوا الفساد، والعمل على إذاعة الفضيلة ورعاية الآداب العامة في المجتمع، وحجب تلك المواضيع المثيرة للغرائز والاختلاف. كما شدد وكيل أوقاف الإسكندرية على ضرورة حث الناس على الرجوع في أمور الفتوى في الدين إلى العلماء المتخصصين، والأخذ على يد أولئك الذين يتصدون للفتوى بغير علم في الوقت الذي لا يجرؤون فيه على احتراف أي علم آخر خوفًا من العقاب الذي رتبه القانون، والحرص على تكريم العاملين في مجال العمل الإسلامي والاجتماعي الرشيد.
 
واختتم العجمي حديثه بتوجيه الدعوة إلى تحليل أسباب التطرف بغض النظر عن نوعيته ومظاهره وقنواته، فإنه يلبس أثوابًا عديدة ويلبس لكل حال لبوسها، ومرة أخرى لا نسارع إلى نسبته إلى الدين، فنُبغّض الدين إلى الناس، ونصرفهم بهذا الترهيب عن التدين، مع أنه في ذاته عصمة من الزلل وطاعة لله ونزول على حكمه.
ولابد أن نواجه التطرف الفكري بالفكر المثمر والحوار البناء الهادف إلى الإيضاح والإفصاح، ولنقف بحزم ضد مروجي الفتن، ولنتثبت من الأنباء والأخبار قبل الاتهام. وذلك قول الله سبحانه في سورة الحجرات: ﴿ يَاأَيُّهَا الَّذِينَ ءَامَنُوا إِنْ جَاءَكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَأٍ فَتَبَيَّنُوا أَنْ تُصِيبُوا قَوْمًا بِجَهَالَةٍ فَتُصْبِحُوا عَلَى مَا فَعَلْتُمْ نَادِمِينَ ﴾ [ الحجرات: 6].