عواصف رعدية وأمطار غزيرة

استقبلت محافظة الإسكندرية العام الجديد 2018 بكوارث طبيعية ضربت جميع أحياء المحافظة، من رياح شديدة كادت أن تتحول لإعصار وأمطار رعدية غزيرة، خلفت وراءها العديد من الخسائر والتلفيات.

وتسببت الأعاصير في تحطم السيارات وسقوط سور بنيات واقتلاع أعمدة إضاءة، ولافتات إعلانية وغرق شوارع وأندية على الكورنيش وانهيارات كاملة وجزئية للمنازل.

شهدت شوارع أحياء سموحة ومحرم بك والعجمي والجمرك والعطارين، سقوط لافتات الإعلانات على كورنيش المدينة، وإزاحة الرياح أحد أكشاك الحراسة في منطقة ستانلي وسقوط أجزاء من سور قطعة أرض فضاء بالعجمي غرب المدينة.

جاء هذا في ظل حالة الطقس غير المستقرة خاصة مع الرياح الشديدة، تصاحبها أمطار غزيرة ورعدية، وأعلنت هيئة ميناء الإسكندرية، استمرار غلق بوغازي الإسكندرية والدخيلة بسبب الرياح وارتفاع موج البحر، وحذرت المحافظة المواطنين عند نزولهم إلى الشوارع من الطقس ومن المتوقع أن يستمر، طبقًا لتوقعات هيئة الأرصاد الجوية.

ووجهت محافظ الإسكندرية شركة الكهرباء والجهات المسؤولة بفصل التيار الكهربائي، عن أعمدة الإنارة الموجودة بطريق الكورنيش والأماكن الخطرة والتي يتواجد بها حركة عالية من الرياح الشديدة، وذلك حفاظًا على أرواح وسلامة المواطنين.

وحذرت المحافظة المواطنين بعدم ملامسة أي أعمدة للإنارة، والابتعاد عن السير في الكورنيش لخروج الأمواج الشديدة، وكذلك الحذر من السير على الطرق السريعة في الوقت الحالي لسقوط أمطار غزيرة، والالتزام بالأماكن الآمنة قدر الإمكان.

الإسكندرية تعرضت لموجة شديدة من الرياح المستمرة على أنحاء المدينة وصاحبها انخفاض في درجات الحرارة وغيوم، وذلك في الأحياء التسعة بالمدينة، وأغرقت مياه الأمطار الغزيرة نادي الأطباء على الكورنيش في منطقة سابا باشا شرق المدينة، ومنعت دخول وخروج رواد النادي والعاملين به، وأطلق مسؤولو النادي استغاثة لإنقاذهم من الغرق.

وتسببت الرياح في تطاير الإعلانات والكراسي وتحطمت بعض الواجهات الزجاجية داخل النادي، ودفعت شركة الصرف الصحي بسيارات لشفط المياه داخل النادي وإنقاذه من الغرق.
وتم رفع درجة الاستعداد القصوي بجميع أجهزة المحافظة التنفيذية من رؤساء الأحياء ومديري المديريات وفرق التعامل مع الأمطار وشركات المرافق وشركة النهضة استعدادًا للتعامل مع النوة الشديدة والعمل علي مدار الساعة للتدخل الفوري لأي حالات طارئة.

كان النصيب الأكبر من الذعر والهلع الشديدين لساكني وقاطني المنازل القديمة والآيلة للسقوط والذين تسببت لهم حالة الجو في خوف مرعب جراء توقوعهم سقوط منازلهم ما بين طرفة عين وانتباهاتها، وتمثل ذلك في أحياء المحافظة الشعبية والقديمة من محرم بك وكرموز ومينا البصل واللبان والقباري والورديان والمكس ووادي القمر وبعض من مناطق العجمي والبيطاش والهانوفيل والكيلو 21 والعامرية والمندرة والمنتزة وغبريال ورمل الميري والحضرة.

وتسبب الطقس السيئ وارتفاع الأمواج، في وصول وتراكم للمياه بالساحة الرئيسيّة ومنطقة ألعاب الأطفال بنادي المهندسين على كورنيش وغرقه بالكامل.

وتم التنسيق مع المنطقة الشمالية العسكرية، والدفع بفصيلة من إدارة الشعبة الهندسية قامت بنزح كل تراكمات المياه من نادي المهندسين.
الكوارث طالت أيضًا ميناء الإسكندرية، الذي شهد سقوط 7 حاويات فارغة على 14 سيارة جديدة، داخل إحدى ساحات الانتظار، ما أدى لتحطمها وحدوث تلفيات كبيرة بها.

وأعلن الميناء أن أحد اللوادر كان يحمل "لفات حديد" واصطدم بإحدى الحاويات أمام ساحة رقم 9 في المنطقة الأولى بميناء الإسكندرية، وهو ما أدى لسقوط 7 حاويات فارغة على 14 سيارة ملاكي جديدة كانت في انتظار الإفراج الجمركي.

وشهد حي غرب الإسكندرية انهيارا جزئيا في 3 عقارات قديمة، جميعها في منطقة كرموز التابعة لحي غرب، حيث تابع الحي إزالة أنقاض الانهيار الجزئي من العقارات الثلاثة وهي عقارات قديمة وتمت إزالة الخطورة الداهمة بالعقار.
من جانبه، أكد اللواء محمود نافع، رئيس شركة الصرف الصحي في الإسكندرية أنه تم تفقد أعمال رفع وكسح المياه من الشوارع.

وشدد على أماكن تمركز سيارات الشفط والاستجابة الفورية لأي بلاغات من المواطنين لتجمعات مياه الأمطار في أي من الأحياء.
كما شدد محمد سلطان محافظ الإسكندرية، على رفع حالة الاستعدادات القصوى والطوارئ في جميع الأجهزة التنفيذية والمعنية بالمحافظة، لاستقبال الأنواء الفيضة الصغرى والكبرى وعيد الميلاد حتى منتصف وأواخر يناير الجاري.​