ساحل البحر الأحمر

سُمّيت بهذا الاسم نسبة إلى شجر الغردق الذي كان ينمو بكثرة فيها، وأول من بنى في هذه المنطقة كان الملك فاروق، حيث أمر ببناء استراحة خاصة به للاستجمام في موقع الأشجار، وتم تحويل المبنى في عهد الرئيس جمال عبد الناصر إلى نادٍ للقوات المسلحة.

وتطوَّرت المدينة بصورة سريعة وفي أعوام قليلة أصبحت من أشهر المدن السياحية على ساحل البحر الأحمر، رغم معاناتها بصفة مستمرة من نقص المياه الصالحة للشرب، إلى جانب الانقطاع المتكرر للتيار الكهربائي وانعزال بعض المناطق فيها عن بقية المدن المصرية، لاسيما منطقة الأحياء المائية.

ورغم هذه الظروف الصعبة من العزلة وشح المياه وغياب الكهرباء، إلا أنَّ الأهالي يشتاقون إلى هذه الأيام، مؤكدين أنَّها أفضل بكثير من الفترة الحالية؛ حيث أدى تحول المدينة السياحي إلى ارتفاع أسعار الخدمات وارتفاع أسعار السكن وانتشار المضاربة بأسعار الأراضي والشقق السكنية؛ نظرًا للزيادة السريعة في أعداد السكان وانتشار الفساد الأخلاقي الذي يربطه الكثيرون بظروف العمل في المجال السياحي والعادات الأوروبية التي اكتسبتها المحافظة.

كما أدى انتشار السياحة إلى بيع المحافظة جميع الأراضي الواقعة على شاطئ البحر مباشرة وحرمان السكان من التمتع بشواطئ المدينة والتي تملكتها الفنادق والقرى الخاصة فرضت رسومًا مرتفعة جدًا من أجل السماح بالوصول إلى الشاطئ ومنعت السكان المحليين من الوصول إليها نهائيًا.

وتسبّبت الخصخصة في تغيير بنية الشواطئ الطبيعية، حيث عمل أصحاب الفنادق على تكسير الشعاب المرجانية وردمها بالرمال لصنع شواطئ جاذبة للسياح في المناطق التي لا تتوافر فيها مثل هذه الشواطئ بشكل طبيعي أو للبناء عليها من أجل التوسع الأفقي والحصول على مساحات مجانية.

كما أدت أنشطة الغطس المفرط المصحوب بممارسات غير واعية من قبل بعض السائحين والمشتغلين بالمهن السياحية إلى الإضرار المباشر وغير المباشر بالشعاب المرجانية التي تشتهر بها المدينة، مما أدى إلى تدهور البيئات الطبيعية وموائل الكائنات البحرية وتدمير الحيود بشكل كامل في بعض المناطق.

 كما تسبب التلوث الصادر عن الأعداد الكبيرة من المراكب والسفن والبواخر والعبارات السياحية، سواء عن طريق المخلفات التي تلقى في مياه البحر أو مخلفات الوقود وما شابه، إلى تلويث البيئة البحرية.

وساعد التلوث البيئي في انقراض  أنواع من الأسماك والقواقع والأصداف في والاختفاء تمامًا من جراء عمليات الصيد والجمع الجائر لها، وقد صاحب هذا التدهور نزوح مستمر للكائنات البحرية.