الدقيق الحر

بات تصنيع "العيش الفينو" لغز بعد زيادة سعر الدقيق الحر وتحقيق نفس الأرباح التى حققوها قبل تعويم الجنيه، فالوزن لايزال كما هو على الأقل من حيث الشكل، والسعر، وهو ما دفع الجميع للتساؤل، وتم المعرفة من احد العاملين في المخابز أن بعض أصحاب المخابز ممن باعوا ضمائرهم بالخلطة السحرية، هكذا يلقبون "بودرة عظام الحيوانات" التى يشترونها من مصانع «طحن العظام» المنتشرة بالقليوبية والمنوفية والقري النائيه، والتى تدخل فى صناعة الأعلاف الخاصة بالماشية، ولأن عظام الحيوانات تتمتع بمادة جيلاتينيه، تم استغلالها كمحسن للرغيف الفينو، وبالتالى تصبح نسبة إصابة الإنسان بالأمراض السرطانية أعلى.
 
وقال الدكتور محمد المناوي استاذ الانتاج الحيواني  كلية زراعة جامعة القاهرة، أن غياب الضمير دفع أصحاب المخابز إلى إضافة "بودرة العظام" للدقيق قبل أن يتم عجنه واستخدامه فى صناعة العيش الفينو، إذ توفر هذه البودرة شكلًا يبدو ضخمًا بالنسبة للمستهلك ولكن داخل الرغيف يكون فارغًا والكارثة أن هذه المادة تسبب أمراضًا، واللجوء إليها لضمان أن جوال الدقيق الذى ينتج 3 آلاف رغيف، بعد إضافة المادة ينتج 6 آلاف رغيف.
 
وتابع غياب الرقابة على المخابز الحرة التى لا تحصل على حصة من وزارة التموين هو سبب وجود هذه الخامات واستعمالها كمحفز للعيش لتحقيق مكاسب أكثر، وبأقل الإمكانيات.
 
وأضاف أن معدل استعمال هذه البودرة متفاوت على حسب حجم مبيعات المخبز الذى يستعملها، فهناك مخابز تستهلك 20 كيلوجرامًا وأخرى 100 كيلوجرام وهناك مخابز تتخطى هذا الرقم.
 أكد أحمد ربيع صاحب افران الحاج ربيع بمدينة  اكتوبر الجيزة، أن هذه المادة انتشرت بين المخابز مؤخرًا بعدما زادت الأسعار بنسبة 100% وبات تحقيق هامش ربح من الأمور الصعب تحقيقها، وعليه كان لابد من تقليص وزن رغيف الفينو مع ضرورة الحفاظ على شكلة الضخم الذى سرعان ما ينكمش مجرد أن يلامسه الماء.
 
وتابع يتم الاتفاق بين صاحب المخبز وبين مصنع لطحن العظام، على توريد كمية وسعر الكيلو لا يزيد فى الغالب عن 50 جنيهًا، وتأخذ شكل بودرة بيضاء ولا تتمتع بأيه رائحة، والكارثة هو تعاقد جامعى القمامة مع تلك المصانع لتوريد الحيوانات النافقة والتى يتم العثور عليها ومن ثم تقوم المصانع بسحق عظامها مع جلودها لاستخلاص مادة الجيلاتين والتى تأخذ شكل البودرة التى يتم توريدها.
 
فيما حذر الدكتور خالد عبد الحميد، استشارى أمراض الباطنة والكبد، من خطورة هذه المادة السامة التى يتم إضافتها للرغيف الفينو، مشددًا على أنه فى حال ثبت استخدامها ستكون سابقة ليس لا مثيل، وتستلزم تحرك فورى من وزارة الصحة وحماية المستهلك ووزارة التموين.
 
وأضاف استعمال تلك البودرة كارثة صحية، تصيب المتعامل معها بشكل مباشر ومن يتناولها، بفيروسات الكبد "بى وسى" وأمراض جنون البقر وفيروسات المعدة المزمنة والتسمم ونقل العدوى، وتنشيط الخلايا السرطانية، واضطرابات هضمية وعصبية علاوة على أمراض القلب.