عمال "النصر للحاصلات الزراعية"

على بلاط شارع معروف بوسط القاهرة، وفي غرفتين لا تتجاوز مساحة كل منهما 3 أمتار، يعتصم أكثر من 25 عاملا تابعين لشركة النصر لتصنيع الحاصلات الزراعية، بمقر الشركة، لحين صرف مستحقاتهم المالية المتأخرة، مهددين بالدخول في إضراب عن الطعام ما لم تتدخل الحكومة لإنقاذ أسرهم من التشرد.

لجأ العمال إلى الاعتصام في مقر الشركة الذي دخل يومه الرابع، السبت، للمطالبة بصرف رواتب 4 أشهر متأخرة منذ يونيو الماضي، بعد أن نظموا وقفات احتجاجية على أبواب مجلس الوزراء بخلاف الاستغاثات التي تقدموا بها لكل من الرئيس عبد الفتاح السيسي والمهندس إبراهيم محلب، رئيس مجلس الوزراء، ووزيرة القوى العاملة والهجرة، ناهد عشري، إلا أن أيًّا منها لم يتم الرد عليه.

وكشف عضو اللجنة النقابية بالشركة فرع كفر الدوار يسري عبد الحي، أن وفدًا من العمال ذهب إلى مجلس الوزراء، لمعرفة نتيجة الاستغاثة التي تقدموا بها في 24 أغسطس الماضي، إلا أن المسؤولين أكدوا أنها لم تعرض على المسؤولين بعد.
وأضاف «عبد الحي»، أن مجلس إدارة الشركة بعد أن أعلنا استمرار الاعتصام عرض علينا صرف 15 يومًا بداعي أنه لا توجد سيولة، وهو ما رفضه العمال، مؤكدين استمرار الاعتصام».

وقال حسن صديق، عامل بالشركة فرع سوهاج: «إحنا مش عايزين غير المرتب، يشغلوا الشركة أو ميشغلوهاش ملناش دعوة، إحنا بيوتنا خربت»، لافتًا إلى أنه حصل في يناير الماضي على قرض من بنك الإسكندرية بمبلغ 23 ألف جنيه، وطالبه البنك بسداد المبلغ بفائدة سنوية 14%، واستطرد «أنا مش هروح بيتي غير وأنا معايا فلوس أسددها.. خلاص يا الدفع يا الحبس».

وأضاف عضو اللجنة النقابية بمصنع سوهاج أحمد عبد الفتاح، أن الشركة التي كانت الأولى في تصدير المنتجات المجففة في الشرق الأوسط إلى جميع دول العالم، تحولت بفعل المستثمرين إلى «خرابة»، حيث بيعت مصانع الإسكندرية الثلاثة بأراضيها كما تم بيع أدوات ومعدات مصنع مغاغة بالمنيا، ولم يبق سوى مصنعي سوهاج وبني سويف.

وتابع «الشركة كانت تستوعب ما يزيد على 2600 عامل بشكل دائم وما يتعدى الـ10 آلاف عامل ضمن العمالة المؤقتة في أربعة أفرع لها على مستوى الجمهورية، وكانت سببًا في فتح بيوت نحو 20 ألف أسرة، تحولت على يد المستثمر إلى مأوى للفئران والذئاب والكلاب الضالة».