عادل إمام

لاتزال الأعمال الكوميدية تحظى باهتمام صناع الدراما لتقديمها فى رمضان، وهى المفضلة على المائدة الرمضانية التليفزيونية، خاصة أن شاشة رمضان على مدى سنوات طويلة ارتبطت بمشاركة كبار النجوم الذين طالما طلوا فى أعمال تركت بصمة خاصة، كان ينتظرها المشاهد كل عام حتى بدأت تتلاشى عاماً بعد عام، لتقل الأعمال الكوميدية، لكنها هذا العام تعود بشكل كبير، وبمشاركة عدد كبير من النجوم.

على رأسهم عادل إمام بمسلسله «عفاريت عدلى علام»، إلى جانب مسلسل «خلصانة بشياكة» بطولة أحمد مكى، و«الضايعين فى تايلاند» بطولة دنيا سمير غانم، و«لمعى القط»، بطولة محمد إمام، بالإضافة إلى عدد كبير من الأعمال، العامل المشترك بينها هو بطولة شباب «مسرح مصر» لها، بالإضافة إلى الفنان بيومى فؤاد، والذى استحوذ العام الماضى على المشاركة فى معظم المسلسلات.

 الأعمال الكوميدية التى من المتوقع لها أن تجذب الجمهور فى رمضان، بين اختفاء النجوم الكبار عن الساحة، باستثناء عادل إمام، وتصدر شباب «مسرح مصر» المشهد فى الأعمال المقبلة، الذين وصفهم البعض بأن ما يقدمونه هو تعبيرات حركية وهزلية لا علاقة لها بالكوميديا، التى تظل من أصعب الأعمال الفنية، والبعض يرى أن ما يتم تقديمه حاليًا من قبل أبطال مسرح مصر، هو تعبيرات بالوجه والجسد، مؤكدين أن كوميديا الموقف هى الأفضل، ورأى آخرون أن شباب «مسرح مصر» لديهم موهبة كبيرة، والجمهور هو المعيار الحقيقى لتواجدهم واستمراريتهم، لافتين إلى ضرورة يجب تواجد النجوم الكبار بجانب الشباب، مثلما كان يحدث قديمًا من الفنان الكبار، وأن بعض النجوم يقومون باستخدام شباب مسرح مصر كـ«أدوات» لإنجاح العمل والإضحاك، على حد تعبيرهم، وأننا نفتقد لكوميديا الموقف والتى تحتاج إلى تدريب، وأن كلاً من النجوم الكبار دخولهم فى الكوميديا بدأ بالمسرح ومواجهة الجمهور حتى وصل إلى النجومية.

وقالت الناقدة ماجدة موريس، إن فن الكوميديا من أصعب أنواع الدراما، وبالتالى مهما كانت أعداد الأعمال الكوميدية فى رمضان المقبل والتى نسمعها فالشىء الأساسى والمحك هو المشاهدة، مستدلة على أنه إذا تم تقديم 7 أعمال كوميدية مثلا فمن الممكن أن يكون هناك عملان جيدان من كل هذه المجموعة أو 3 وهذا جيد إلى حد ما.

وأضافت «موريس»: يجب أن نعلم أن الكوميديا التى تلعب حواجبها وترقص نفسها ليست كوميديا، وهذا ضحك عن طريق الاستسهال والاستهبال، ولكن الكوميديا الحقيقية لها خصائص عديدة منها كوميديا الموقف وأسلوب الكتابة والمفارقات، ما يتم تقديمه من أعمال كوميدية بطريقة «الاستسهال» و«الاستهبال» فلن يكون له تأثير لأن العمل الحقيقى يفرض نفسه. واستدلت على ذلك بمسلسلات «جراند أوتيل»، «فوق مستوى الشبهات»، «أفراح القبة»، والتى لم تُصنف على أنها كوميدية ولكنها فرضت نفسها على الساحة فى رمضان الماضى.

وعن شباب مسرح مصر قالت «موريس»: كل ما يقومون به هو «هز الوسط» والاعتماد على الحركات والإيحاءات أكثر من كوميديا الموقف وأهميته، وكون أن الموقف يفجر الضحك، وحتى إذا كانت المواقف مكتوبة بشكل جيد فليس لديهم إحساس بأن هذا كاف، مضيفة أنه ليس من المعقول أن ترى ممثلا كل جزء فيه يتحرك، مستدلة بالفنان على ربيع، بأنه عندما تراه على المسرح إما أنه «بيزعق» أو يقوم بحركات، مشيرة إلى أن الفنان فؤاد المهندس كان يُضحك الجميع دون تعبيرات حركية، وأن الفنان الكوميدى يحتاج إلى «اللمحية والذكاء»، متمنية من شباب مسرح مصر أن تكون لديهم تلك المواصفات حتى يقدموا كوميديا حقيقية.

وأشارت «موريس» إلى أن الكوميديا عندما تتواجد بمواصفاتها الحقيقية سيكون ذلك ممتعا ومفيدا بالنسبة للمشاهدين لأننا يجب أن نعترف بأن أصعب الأعمال الفنية هى الكوميدية، وأن المعيار الكوميدى للعمل يجب أن يكون متكاملاً سواء إخراجيًا، وكتابة، ومن جانب الممثلين أنفسهم، وكل هذا تحكمه الإدارة الجيدة من المخرجين، والمخرج الجيد يجب أن يكون له دور كبير فى تطوير الممثل وتقديمه بصورة مختلفة وجيدة وبصورة جديدة.

وأضافت: مستوى العمل يكون معياره النهائى بمقوماته التى تجعله يهبط أو يصعد بالعمل، وبالتالى فكثرة الأعمال التى تُقدم هذا العام فى النهاية ليست المقياس، ولكن سيتم فرزها لننتقى منها الأفضل، وتعدد المسلسلات الكوميدية من الممكن أن يجعل المشاهد يخسر مستوى فنيا عاليا ويفتقد كتابة جيدة ورسائل مهمة كانت من المفترض أن تكون فى العمل الفنى.