دبي - مصر اليوم
لا يمتلك أفراد أسرة مسلسل «على قد الحال»، الذي تنفذه شركة «ستار سيب» الإماراتية، لصالح شبكة قنوات دبي، الكثير من الخيارات خلف الكاميرا وأمامها، ويبدو الخماسي: سعاد علي، ومرعي الحليان، ومروان عبدالله، وصوغة، ومنصور الفيلي، في حالة دائمة من استحضار الكوميديا، سواء المكتوبة وفق نص الكاتب جاسم الخراز، ورؤية المخرج عمر إبراهيم، أو العفوية التلقائية.
تتعدد مواقع المسلسل، الذي يدخل ضمن باقة مسلسلات «سما دبي»، خلال الدورة الخاصة بشهر رمضان المقبل، ولا تغيب الضحكات، التي تستدعي أحياناً إعادة المشاهد، ومع لجوء كاميرات عمر إبراهيم إلى الحذف والاستبعاد، فإن عدسة «الإمارات اليوم»، لم تُقصِ شيئاً مما تم تصويره، عبر زميلين تناوبا على تصوير مشاهد مختارة، وكواليس معبرة عن روح العمل.
الموقع الرئيس لـ«على قد الحال»، الذي تدور فيه معظم أحداث المسلسل، فيلا في قلب منطقة الناصرية بالشارقة، هي الأنسب وفق خيارات عمر إبراهيم، على عكس أجواء أواخر الثمانينات وصولاً إلى بدايات التسعينات، حيث لاتزال تلك المنطقة محتفظة بخصوصية الفرجان القديمة.
من يعايش أجواء التصوير، ربما لا يستطيع أن يتيقن تماماً من هوية أبطاله، وهو ما عكسه أحد المترددين على الفيلا بالمصادفة، حينما تساءل بنبرة أقرب للشك منها لليقين: «هذا مروان عبدالله؟»، الذي جاءت طلته مقنعة تماماً بأننا أمام شاب آخر، يعيش «الموضة» وفق صرعات الثمانينات.
ننتقل من الناصرية إلى المنطقة التراثية في الشارقة، إذ استثمر المخرج عمر إبراهيم مهرجان أيام الشارقة التراثية لتصوير بعض المشاهد بالروح ذاتها، فحدود المشترك بين طاقم العمل أوسع من الأدوار المكتوبة، ونقاشات ما بين المشاهد لا تعدم خفة ظل أبطالها، خصوصاً عفوية «صوغة» التي أصبحت بمثابة خيار مهم للمخرجين، يتم استدعاؤه وتوظيفه دائماً في سياق كوميدي، تحتفظ فيه ببصمتها الخاصة.
وعلى الرغم من أن الدور الذي يؤديه مرعي الحليان نفسه، كمطرب لديه قناعة بأنه ذو إمكانات عالية، وأن المجتمع لم ينصفه، يبقى للوهلة الأولى نمطياً، إلا أن الحليان يأخذ هذا الدور إلى مساحات مختلفة، تطغى فيه شخصيته الفنية، التي تختلط في الكواليس بعفويته.
الضرير خفيف الظل، وأحد محاور العمل الفنان منصور الفيلي أيضاً يسجل حضوراً مختلفاً في «على قد الحال»، لكن حضور الفيلي يبقى قائماً أيضاً بعيداً عن كاميرات التصوير، ليروي شغفاً من أدوار كثيرة سابقة، كان فيها بمثابة رجل الأدوار الشديدة الصعوبة، من بينها دور محوري جمعه بالفنان جابر نغموش، دون أن يمتلك فيه مساحة من السيناريو، نظراً لأنه كان مصاباً بالخرس، ليضيف دور فاقد البصر مساحة أخرى في دائرة الأدوار التي أبدع فيها الفيلي، رغم صعوبتها أدائياً ونفسياً على أي ممثل.
موقع ثالث رغم أنه ربما لا يكون نظرياً مساحة مناسبة لارتفاع إيقاع الكوميديا، إلا أنها تظل حاضرة فيه أيضاً، وهو شركة في إحدى البنايات الواقعة على كورنيش الشارقة، والمطلة على بحيرة خالد، وهو الموقع الذي أخذ مساحة زمنية أقل من سابقيه، في ما يتعلق بعدد المشاهد، حيث استثمر المنتج محمد حسين إجازة نهاية الأسبوع للتصوير بمقر الشركة.
رغم ذلك لايزال العمل جارياً في «على قد الحال»، الذي يبقى أمامه نحو أسبوعين مقبلين من التصوير الذي يتم بين دبي والشارقة، ليكون جاهزاً للعرض على شاشة «سما دبي»، مع أول أيام الشهر الفضيل.