رواية الربع الأخير من القمر

في سلسلة "كتب مختلفة/ الصين"، صدرت حديثا عن دار العربي للنشر والتوزيع في القاهرة رواية "الربع الأخير من القمر" للكاتبة الصينية تشيه زيه جيان، بترجمة د. أحمد ظريف.

وهذه الرواية قال النقاد عنها إنها "مائة عام من العزلة الصينية"، في إشارة إلى رواية الكولومبي العالمي جابرييل جارثيا ماركيز، فعالمها مليء بالسحر، لكن البطلة ترويه وكأنه شيء عادي لدرجة أن القارئ يبدأ تدريجيا بتقبل الأمر، وهو ما يجعلها نموذجا لواقعية سحرية كتلك التي أشتهر بها أدب أمريكا اللاتينية.

هي تحكي بأسلوب سلس وبسيط لا يشعرك بالملل؛ عن القوة السحرية التي تحملها أسماؤهم، وكذلك عن كاهن قبيلتهم الذي يرقص رقصتهم الغريبة حول النيران وهو يدق الطبول لكي يشفي مريضا، أو يعيد الحياة إلى أحدهم، ومع تطور السرد والأحداث، تتحول البطلة من فتاة صغيرة تعتبر قبيلتها هي العالم، إلى شابة صغيرة تحاول أن تفهم أسباب كل شيء، ثم إلى امرأة تعرف كيف هي الحياة وتحاول تقبلها.

ووسط كل هذا، تحكي عن النوادر المضحكة التي يقوم بها أفراد من قبيلتها، فتشعر أثناء قراءتك وكأنك تشاهد جدك وجدتك وهما يتشاجران أو وهما يحكيان عن خرافة قديمة يؤمنان بها.. الفارق هو أن الخرافة تحدث بالفعل.

تنتمي البطلة إلى واحدة من قبائل الصين البدوية التي على الرغم من تطور الحياة لا تزال تحافظ على تقاليدها حتى اليوم، حيث نجحت المؤلفة في وصف تلك الحياة بأسلوب سلس دمجته في روايتها، لنجد أنفسنا مع نهاية الرواية، نعرف الكثير عن تلك الحياة، وعن أهلها وعاداتهم ومعتقداتهم الغريبة التي يؤمنون بها مثل دفن الموتى على الأشجار، وتقديس شجر البتولا والأنهار والغزلان.

والكاتبة تشي زيه جيان، واحدة من أبرز الكاتبات الصينيات المعاصرات، ولدت عام 1964، وتنتمي إلى قومية "الهان"، بدأت النشر عام 1983 ، ونشر لها أكثر من 40 عملا، وحصلت على جائزة "لوشوين" في 1995 و1996و2007، كما حصلت على جائزة أستراليا لأدب التشويق وترجمت أعمالها إلى الانجليزية والفرنسية واليابانية والإيطالية.

أما روايتها "الربع الأخير من القمر"، فحصلت على جائزة "ماو دوبن" في عام 2008 وترجمة عنوانها الأصلي هي "الضفة اليمنى لنهر أرجون"