الإسكندرية - محمد المصري
زار البروفسور لوسيانو غالناري من مركز تاريخ أوروبا والبحر المتوسط في إيطاليا، والبروفسور فلوسيل ثابتي من جامعة لاردة في إسبانيا، والوفد المصاحب لهما، مكتبة الإسكندرية، وقاموا بجولة في قاعة الاطلاع ومتحف الآثار، ومتحف المخطوطات، والتقى الوفد بمدير مركز دراسات الحضارة الإسلامية الدكتور محمد الجمل، لبحث سبل التعاون مع مكتبة الإسكندرية في المؤتمرات العلمية وتبادل الزيارات العلمية، ونشر البحوث والمؤلفات بشأن التبادل الحضاري بين شعوب البحر المتوسط في العصور الوسطي.
ومدير مكتبة الإسكندرية ترأس الدكتور مصطفى الفقي، الاجتماع الأول للجنة مشروع بوابة اللغة العربية الذي بدأت تنفيذه مؤخرًا، ويشرف عليه الدكتور خالد عزب الذي يضم في عضويته رئيس قطاع التواصل الثقافي الدكتور محمد سليمان، ومدير مركز المخطوطات الدكتور مدحت عيسى، ورئيس قطاع تكنولوجيا المعلومات الأستاذ يوسف صلاح، وخبير المعاجم العربية أحمد شعبان، وصرح الدكتور الفقي بأنّ بدء هذا المشروع في اليوم العالمي للغة العربية جاء عن قناعة بأهمية أن تلعب المكتبة دورًا في هذا المجال الحيوي المهم، مؤكّدًا على أنّ اللغة العربية ثرية يتحدّث بها ما يزيد على 600 مليون شخص حول العالم، وتكتب بحروفها لغات عدة، وهي جسر يربط عدة دول، ولغة الدين الإسلامي، ثاني أكبر الديانات في العالم، وشكّل تراجع الاهتمام بها فرصة اقتنصها المتطرفون، واستخدموها سلاحًا ضد مجتمعاتهم التي صارت تعاني من أزمة هوية، لذا جاء اهتمام مكتبة الإسكندرية بإنشاء "بوابة اللغة العربية" على شبكة الإنترنت لتكون وعاء وأداة لاستعادة روح هذه اللغة وجمالياتها، وأدبها بما فيه الأدب الشعبي الذي يشمل السير والحكايات، كما أنّ تعليم اللغة العربية للناطقين بها أصبح يتطلب قوالب جديدة، ممتعة غير جامدة، خاصة عبر الوسائط الحديثة كالموبايل وغيرها، والأمر ذاته بالنسبة لتعليم اللغة العربية لغير الناطقين بها.
وأوضح الفقي أنّ اللغة العربية غنية بمعاجمها وبمصادرها اللغوية، لذا فإن استعادة هذا الثراء عبر موقع واحد، هدف أسمى إذ تنحصر أعمال اتحاد المجامع اللغوية العربية، ومجمع اللغة العربية في القاهرة، داخل أروقة هذه المجامع، وما يزيد الأمر سوءًا فقدان اللغة العربية جانبًا من ثرائها في حروب العراق واليمن وسورية، وفقدان اللغة العربية جانبًا من تراثها المخطوط بسبب الإهمال، كتراث هذه اللغة الذي كان محفوظًا لدى القبائل العربية في صحراء ليبيا أو الصومال أو الصحراء الكبرى، كما أنّ جهود تنسيق التعامل مع تراث هذه يجعل هناك تكرار لتحقيق نصوص هذا التراث، وهو هدر للوقت والمجهود، وبالتالي ستتولى هذه البوابة رصد هذه الجهود وتنسيقها، كما أنّها ستقوم بدور مهم في دعم عمليات تعريب ونشر المصطلحات العلمية، عبر إقامة قواميس لغوية علمية تُبنى على جهود مجمع اللغة العربية في القاهرة وتتعاون معه