أحدث كتاب عن الشاعر الراحل أمل دنقل صدر عن الهيئة المصرية العامة للكتاب قبل أيام تحت عنوان "أمل دنقل عابرا للأجيال" من إعداد وإشراف الناقد أسامة الألفي مساعد رئيس تحرير الأهرام، ومشاركة نخبة من كبار النقاد منهم د. محمد عبد المطلب، د. يوسف نوفل، محمد جبريل ، د. حسن البنداري، د. حسن لكشر، د.أحمد الصغير، د. محمد شبل الكومي، د. جمال عطا، فضلا عن أنس دنقل شقيق الشاعر، وآخرين. يقع الكتاب في 250 صفحة من القطع الوسط، ويمثل محاولة لإعادة تقديم "أمل دنقل" للأجيال التي لم تعاصره، عبر استكمال ما قد فات النقاد توضيحه، فهناك كثير من جوانب شعره غفلوا عنها ولم يتناولوها بالشرح والتحليل والدراسة، كما أن معظم الدراسات الأدبية التي نشرت ـ حتى الآن ـ تقتطع "أمل" من جذوره في الصعيد البعيد، فيما انصرف بعض الدارسين إلى التأمل في اتجاهاته السياسية مهملين علاقة ذلك بكينونة الشاعر. ويكشف الكتاب جوهر مواقف "أمل دنقل" السياسية، والتي لا تختلف عن مواقفه الاجتماعية والشخصية، فتعبيره عن الواقع السياسي هو تعبير عن ذاته، لهذا كان تعبيره عن هذا الواقع جارفا وشجيا، لأنه ينطلق من رؤية خارجية لأعماق الشاعر، ففي شعره نلمح تضافر مركب بين الموقف الفكري والتشكيل الجمالي، يتعانق فيه الداخل مع الخارج، والوطن مع الذات، وأية محاولات للفصل بينهما هي اعتداء على شعره، وسوء فهم لمعانيه. ويؤكد المؤلفون أن أمل يبقى قبل هذا وبعده كتابا مفتوحا لكل قاريء باللغة العربية، ولكل من اتصل بالثقافة العربية من قريب أو بعيد، فهو شاعر ملأ الدنيا وشغل الناس، وشعره لم يمثل قيمة فنية فحسب، وإنما أيضا قيمة إنسانية ونقدية جمالية تستحق أن تدرس وتتأمل.