صلاح فضل

يحلل الناقد الدكتور صلاح فضل في كتابه الجديد "أحفاد محفوظ" الصادر عن الدار المصرية اللبنانية ما يزيد على 60 عملا روائيا لما يقرب من 50 كاتبا صدرت أعمالهم خلال السنوات العشر الأخيرة. 

وهكذا يواصل فضل الحلقة الأحدث من مشروع نقدي ضخم سعى به إلى مواكبة الإبداع السردي المتدفق من المحيط إلى الخليج، كان قد بدأه بكتاب "أساليب السرد في الرواية العربية"، ثم "سرديات القرن الجديد".

وكشف فضل عن أن العنوان استوحاه من كتاب الشاعر أحمد عبدالمعطي حجازي "أحفاد شوقي"، قائلا "ليس محفوظ بأقل من شوقي في كثرة النسل وخصوبته".

ويتوقف د. فضل عند أهم الظواهر اللافتة في إبداع جيل أحفاد نجيب محفوظ، ويسجلها في ثلاث نقاط: أولا مضى هذا الجيل بالرواية العربية إلى آفاق رحبة من التطور والخصوبة والثراء، حافظوا في الأغلب الأعم على الإطار السردي المستوعب للأشكال المستقرة والتقنيات الناضجة، وهو متجدد متنوع يتسع لأنواع محدودة من التجريب المحسوب، وهو ما يشيع ما يطلق عليه "جماليات التوافق" التي تمتع الذوق العام للقراء، وتستجيب لتوقعاتهم من ناحية، ثم تمضي برفق لتنمية حساسيتهم تجاه الفتوح الجديدة الماكرة المستساغة من ناحية أخرى دون أن تصدمهم بعنف.

وتفرد أبناء هذا الجيل بأنه يضم عدداً من الكتاب الذين يتقنون في الأغلب لغة أجنبية عالمية ويترجمون بها ويطلعون عبرها على التيارات الحداثية والتجريبية والطليعية في الرواية ، فاستهواهم النوع الثاني من الإبداع الذي يشبع ما يسمى بـ "جماليات التخالف" أي تلك التي تسعى إلى توظيف تقنيات غير معهودة صادمة لعامة القراء، لكنها مثيرة للتأمل لدى المثقفين المتخصصين والمستعدين بفطرتهم للتجريب، وفي مقدمة هؤلاء، الثلاثي طارق إمام وأحمد عبدالله وياسر عبدالحافظ..

والظاهرة اللافتة الثالثة تتمثل في بروز عدد من شباب الكاتبات اللاتي تجاوزن القضايا النسوية التقليدية في كتابتهن وتقدمن ليحكين قصة العالم من منظورهن وبلغتهن، ومنهن منصورة عز الدين ومي خالد وهالة البدري وأمل عفيفي. 

ويتناول الكتاب لمحمد المنسي قنديل "يوم غائم في البر الغربي"، و"أنا عشقت"، و"كتيبة سوداء"، ولعمار علي حسن "شجرة العابد" و"وردة التحرير"، ولوجدي الكومي "الموت يشربها سادة" و"خنادق العذراوات"، ورواية "هدوء القتلة" لطارق إمام، و"خمارة المعبد" لبهاء عبدالمجيد، و"كتاب الأمان" لياسر عبدالحافظ، وغيرهم.