مهرجان الشارقة القرائي

اختارت دار (كلمات) للنشر شعار "كبرنا معكم" لاحتفالها بمرور عشر سنوات على تأسيسها، تزامنا مع اليوم العالمي للكتاب، مخاطبة بذلك جيلا من القراء الذين تربوا على إصداراتها، ونخبة من الكتّاب والرسامين الذين توجوا مسيرتهم الإبداعية بالعمل مع الدار منذ انطلاقها في العام 2007، جاء ذلك خلال مشاركتها في مهرجان الشارقة القرائي للطفل الذي تستمر أعماله حتى 29 أبريل الجاري.

ونظمت دار (كلمات) سلسلة من الورش والأنشطة التفاعلية التي تستعيد تجربتها في سوق الكتاب المخصص للطفل، وتعرض للقراء الصغار، تجارب جديدة في سرد الحكايات، وتمثيل القصص، فشمل جدول الاحتفالية "جلسات قرائية"، و"قصص تمثيلية لأبطال الحكايات"، و"رسم وتلوين الوجوه"، وغيرها من الورش الترفيهية والتعليمية.

وقالت الشيخة بدور بنت سلطان القاسمي، المؤسس والرئيس التنفيذي لمجموعة كلمات: "اختارت دار كلمات منذ انطلاقها، ألا تكون دارا لنشر وتوزيع الكتب، وحسب، وإنما وضعت رؤى متينة، قائمة على عقد علاقة ثقة ومعرفة وتعلم مع القراء الصغار، والأهالي، من جهة، والكتّاب والرسامين والعاملين على صناعة الكتاب من جهة أخرى، لذلك لا يعد اليوم، احتفاءً بالعيد العاشر للدار، بقدر ما يعد احتفاءً بمسيرة نمو كبرت فيها الدار مع قرائها، ومؤلفيها، وفنانيها، فكنا عائلة واحدة يجمعها الشغف بالقراءة، والتعلم، والاكتشاف".

وأضافت الشيخة بدور القاسمي: "بهذه المناسبة، أود التوجه بالشكر للقراء الصغار، والكتاب المميزين، والرسامين المبدعين، اللذين شاركونا حلم الدار، وأصبحوا جزءاً كبيراً من نجاحنا، فكل طفل قرأ كتاباً من إصدارتنا أضاف إلى مسيرتها منجزاً، وكل كاتب أصدرنا له مؤلفاً أضاف لمكتبتنا الكثير، وكذلك كل رسام، فبدوره اكتملت فرحة الأطفال بحكاياتهم، وقصصهم، فشكراً لكم جميعاً".

واستضاف جناح الدار المشارك في المعرض، الراوي الصغير حسين بشايرة (13 سنة)، في جلسة قرائية، قدم فيها الطفل حكايات لأقرانه، كاشفاً عن تجربته في التعلق بإصدارات كلمات، وتطور مهاراته في السرد منذ كان في الثالثة من عمره، حيث نشأ على ما ترويه له أمه من حكايات "كلمات"، حتى صار فتياً يتابع إصدارات الدار وينتقي منها المؤلفات العربية، والمترجمة.

ونقلت الاحتفالية أبطال أشهر حكايات الدار من صفحات الإصدارات إلى أرض المعرض، وجمعت الأطفال بشخصيات تمثل أبطال قصصهم المفضلة، وتعرض لهم مشاهد من فصول حكاياتهم، ليعيشوا تجربة فريدة، ويلتقطوا صوراً مع الشخصيات التي عاشوا معها المغامرات، كما كان الأطفال الزائرون لجناح الدار على موعد مع متعة التلوين والرسم، إذ نظمت الدار ورشة "رسم وتلوين الوجوه"، عاشوا فيها الأطفال أجواءً من المرح واللعب خلال رسم الشخصيات الطريفة على وجوههم، ورافقها عزف على آلة العود قدمه الطفل أركان بأداء مجموعة من معزوفات الأغاني الطربية المصرية، والشامية.

ولم تخلو الاحتفالية من الورش الترفيهية المتنوعة، حيث قدمت "كلمات" للأطفال هدايا تذكارية، وجوائز تشجيعية، لتعزيز شغفهم بالقراءة، والمعرفة، وأدار أصغر إعلامي إماراتي الطفل مايد المر (12 سنة) مسابقة تعليمية، أثارت أجواءً من الحماس والمتعة على الأطفال المشاركين.

وأصدرت "كلمات" منذ تأسيسها وحتى الآن أكثر من 200 كتاب، ويقف وراء إصدارات "كلمات" ورسومات كتبها نخبة من الكُتّاب والرسامين الحاصل بعضهم على جوائز عالمية في مجال أدب الأطفال، كما ترجمت العديد من إصداراتها إلى لغات مختلفة.

واستطاعت "كلمات" أن تحقق حضوراً واسعاً في المشهد الثقافي العربي، وحصدت منذ تأسيسها العديد من الجوائز المحلية والعالمية، منها جائزة الشيخ زايد بن سلطان للكتاب 2017، عن فئة "النشر والتقنيات الثقافية"، وجائزة "أفضل ناشر في آسيا" من معرض بولونيا لكتب الطفل في العام 2016، كما رُشِّحَت الدار ضمن القائمة القصيرة لأفضل ناشر عن منطقة آسيا في معرض بولونيا لكتاب الطفل لعامي 2013 و2014، وتم اختيارها ضمن القائمة القصيرة للامتياز في صناعة النشر بمعرض لندن للكتاب لعام 2014.