القاهرة - مصر اليوم
تجلت أهمية الأبعاد الثقافية في مؤتمر يختتم اليوم الاثنين حول "الصورة الذهنية للدول والمجتمعات" وتنظمه المنظمة العربية للتنمية الإدارية بالقاهرة.
وكان الدكتور ناصر الهتلان القحطاني مدير عام هذه المنظمة التابعة لجامعة الدول العربية قد افتتح أمس الأحد، أعمال المؤتمر الدولي الرابع للعلاقات العامة "استراتيجيات التواصل لرسم الصورة الذهنية للدول والمجتمعات" بكلمة قال فيها إن صناعة الصورة الذهنية عن دولة ما أو مجتمع يجب أن تأخذ في الحسبان الصورة الشاملة بما في ذلك البعد الثقافي والسياسي والاقتصادي والتقني والاجتماعي والاقتصادي والجغرافي وكيف تريد أن تقدم هذه الصورة إلى العالم أو المسرح العالمي.
ووفقا لبيان تلقته وكالة أنباء الشرق الأوسط، قال القحطاني" إن بناء أو صناعة الصورة الذهنية عن مجتمع ما أو دولة ما ليست مسئولية جهة واحدة أو مجموعة واحدة فقط بل مسئولية الجميع..موضحا أن معظم الصور الذهنية لا تصنع من فراغ بل يكون مصدرها العادات والثقافة الموجودة أصلا.
وتساءل:" ما هي الصورة الذهنية المعاصرة عن العرب وما هو دور الاستشراق والإعلام والسينما الغربية في خلق الصورة الذهنية الراهنة عن العرب؟".
وأضاف "وبالنسبة للاستشراق هناك بعدان أولا بعد طبيعي يتمثل في دراسة وتشخيص الآخر من خلال آليات وأدوات تحليل غربية وهناك بعد متعمد ومشبوه يهدف إلى خلق صورة سلبية عن العرب وعن المجتمع العربي لأغراض سياسية ودينية وثقافية، وبالنسبة للإعلام والسينما (هوليوود) يمكن أن نرى الصورة التي تم ترسيخها عن العرب في الأذهان بنظاراتهم السوداء".
وتابع" ومن هذا المنطلق، نأمل ومن خلال هذا المؤتمر ومن خلال جلساته ومحاوره أن تسهم المنظمة العربية للتنمية الإدارية في خدمة المجتمع العربي وبما يعزز الصورة الذهنية المناسبة عنه".
من جهتها، قالت السفيرة هيفاء أبو غزالة الأمين العام المساعد ورئيس قطاع الإعلام والاتصال في جامعة الدول العربية" إن المؤتمر يتناول موضوعاً في غاية الأهمية رفقة كوكبة متميزة من رجال السياسة والإعلام والفكر، إذ يناقش استراتيجيات التواصل التي تعكس الصورة الذهنية للمجتمعات والدول وتسليط الضوء على التجارب المختلفة في هذا المجال بهدف تطوير مستقبل العلاقات العامة في الوطن العربي، وتعزيز دور الإعلام العربي ليتمكن من مواجهة الأزمات التي تهدد أمن واستقرار المجتمعات العربية وعلى رأسها ظاهرة الإرهاب التي تخطت كل الحدود والتوقعات".
أما الدكتورة رانيا عبد الرزاق المنسق العام للمؤتمر ورئيس المجموعة الدبلوماسية والعقارية والسياحية بالمنظمة العربية للتنمية الإدارية فأوضحت أن المؤتمر يتطرق لمناقشة مفهوم الدبلوماسية من مفهومها التقليدي إلى نطاق أوسع ودورها في التواصل، وأيضا إبراز دور الوعي والمنطق والعاطفة في فعالية التواصل ونقل الرسالة الصحيحة.
وتتناول الجلسات على مدار يومين أهمية رسم صورة ذهنية للدولة وآليات خلق هذه الصورة والتي أصبحت ضرورة تسويقية لا غني عنها، ومن هذه النقطة يناقش المؤتمر كيفية خلق صورة ذهنية مميزة لكل دولة عن طريق التركيز على هدف محدد" كيفية التميز عن الآخرين: التمييز والتنوع" كما تناقش الجلسات كيف يجب استخدام بحوث التسويق ونظم المعلومات التسويقية العالمية والحديثة بشكل مبدع واستراتيجي لإدارة سمعة الدولة، كما يخصص المؤتمر جلسة عن الاتجاهات الجديدة في سائل التواصل الاجتماعي، ثم تأثيرها على مستقبل العلاقات العامة التقليدية في مجال التواصل، وأهمية التعاون من أجل تطوير العلاقات العامة في العالم العربي، ومستقبل الإعلام في الوطن العربي، وكذلك العلاقات العامة والدعاية الإعلانية: التحول من أعداء إلى أصدقاء.