الروائية السودانية آن الصافي

أصدرت دار ثقافة للنشر والتوزيع في دبي، رواية "إنه هو" للأديبة السودانية آن الصافي، وتتناول الرواية جوانب من الحياة المدنية وأثرها على حياة الإنسان وتفكيره وسلوكه وكذلك دور هذه الحياة بمستجداتها في تأثيرها على مفاهيم قد تعتبر من الثوابت مثل القيم والأخلاقيات عبر قصة حب مشوقة بين بطل الرواية الذي اختارت الروائية أن لا يحمل إسم فقط يشار إليه ب (هو) ذلك الإنسان الذي اكتشف بمحض الصدفة أن ليس لديه قلب من ناحية فيزيائية ليشكل ظاهرة لفتت إليه الأنظار وشبكات التواصل الحديثة وقنوات الإعلام صنعت منه نجم.

ويلتقي (هو) بطبيبة شابة (شهد) ومن ثم نكتشف عبر فصول الرواية الكثير من المفاجآت مع توالي الأحداث ونجدنا أمام أسئلة مثل ما هو الواقع وما هو الوهم في حياتنا اليوم وهل الأخلاقيات التي أتت بها الحضارات لأرض الحاضر متفق عليها؟ ما هي الثوابت في القيم؟ هل حقًا القلب مكمن العاطفة وما وظيفته ؟ ما دور العلوم الإنسانية في تحليل ودراسة الظواهر البشرية المتعلقة بالفرد والمجتمع الآن ؟ ما هي مقاييس القوة والنجاح والسعادة لإنسان اليوم  (هو) وما هو تعريف الحس الإنساني وكيف تكون معاييره ودرجة وعيه، صانعة لرقيه وتحضره؟ عدة شخوص أتت بها الرواية حملت إشكالياتها وطرحتها وفلسفتها أمام عدسة السرد في مشاهد عبر نص متفرد في الفكرة والتقنية يحملنا لرؤية دقائق النفس البشرية في بعض معاناتها اليوم بزوايا تقربنا لواقع الإنسان في العقود الأولى من الألفية الثالثة كما تنادي الروائية آن الصافي في مشروعها الأدبي الذي اسمته (الكتابة للمستقبل)، منوهة بأن الذات الإنسانية هي لبنة المجتمع وترى أنه من باب أولى تسليط الضوء بما يتوافق ومعطيات العصر الراهن بموضوعية والتطرق لأثرها في الذات ومالها وما عليها سعيًا لإحداث نقلة حقيقية عبر الأدب والفن نحو النهوض بالمجتمعات وما يوافق سير البشرية بالرقي الثقافي والفكري نحوالتحضر.

يُذكر أن الصافي صدر لها  قبل رواية (إنه هو)، خمس روايات (فُلك الغواية، جميل نادوند، توالي، قافية الراوي، كما روح) وكتاب فكري ثقافي (الكتابة للمستقبل) وتعد الجزء الثاني منه للنشر خلال هذا العام 2017.