القاهرة - مصر اليوم
صدر حديثا عن المركز الثقافي العربي٬ كتاب «فن الرواية» لميلان كونديرا، والذي يقول عن كتابه: «عالَمُ النظريّات ليس عالَمي. هذه التأمّلات هي تأمّلاتُ مُمارسٍ لفنّ الرواية. فمجموع أعمال كلّ روائيّ تنطوي على رُؤية ضمنيّة عن تاريخ الرواية وعن ماهيّتها. هذا التصوّر عن الرواية المُحايث لرواياتي هو الذي جَعلتُه يُفصحُ عن نفسه في هذا الكتاب».
في كتاب «فنّ الرواية»، يشرعُ ميلان كونديرا في سَبْر سُؤال شغله على امتداد مساره الروائيّ: ما هي الرواية؟ ماذا تحمله لنا؟ فيمَ هي ضروريّة؟
في هذه النصوص السبعة، المستقلّة والمُلتحمة في آن، يعرضُ كونديرا تصوّره الشخصي عن الرواية، حيث إنّ تأمّلاته تظلّ، على مدار الكتاب، مرتبطة بإحالته الدائمة إلى الكُتّاب الذين يشكّلون أسُسَ رؤيته الشخصية لتاريخ الرواية: «سرڨانتس، كافكا، بروخ، سْتِرن، ديدرو، فلوبير، بلزاك، دوستويفسكي، تولستوي، موزيل، جومبروڨيتش».
ويبدو الكتاب، وهو يجيب عن هذه الأسئلة، أنّه ينحو منحى نظريّاً ولا يتوجّه سوى إلى المختصّين، إلّا أنّه أبعد ما يكون عن ذلك.
فقوّةُ كونديرا الكبيرة تكمنُ في مخاطبة قرّائه بنوع من البساطة ومن القرب، حيث إن كونديرا لا يرومُ استعراضَ تفاصيل السؤال الذي يُعالجه، بل يحرصُ، بلمسات صغيرة، على النفاذ إلى صُلب الموضوع، محقّقاً ذلك ككاتب مُتفرّد بميولاته وبرُؤيته الخاصّة إلى الأدب.