القاهرة ـ ا ش ا
صدرت عن دار الشروق بالقاهرة طبعة جديدة من كتاب "من البرج العاجي" للكاتب الراحل توفيق الحكيم.
وهو كتاب صغير، يعيد بعض تأملات صاحب "أهل الكهف" إلى الواجهة، وهو يتألف من 111 صفحة ويضم 56 مقالا قصيرا، بدون عناوين. وتصدرت هذه الطبعة الجديدة مقدمة توفيق الحكيم للطبعة الثانية التي صدرت في 1981، وجاء فيها: "هذا الكتاب يصدر بعد أربعين عاماً بالضبط من تاريخ طبعته الأولى التي صدرت في العام 1941.. وكان هذا الكتاب قد نفد من زمن طويل واختفى وبذل الناشر جهدا في سبيل العثور على نسخة يعيد منها طبع الكتاب. ولم أعد أنا أذكر ما جاء فيه. كل ما أعرفه هو العنوان: "البرج العاجي" وقد التصق "البرج العاجي" بشخصي وفهمه البعض على أنه ابتعاد اللامبالاة بالمجتمع وأحداثه. ولم يفهم من ذلك أنه ابتعاد فقط عن الضجيج العقيم للمنازعات الحزبية التي كانت تسود مجتمعنا في ذلك العهد، وأن البرج العاجي هو المكان المرتفع الذي يشرف منه الفكر الطليق على الحقائق المجردة عن الهوى والمصالح الشخصية. وفي اعتقادي أن كل إنسان، ولا سيما المفكر والفنان، له في حياته منطقة حرة عالية يخلو فيها إلى نفسه ليرى الأشياء في صفائها، فالبرج العاجي للإنسان كالبرج العالي للحمام، في النهار يهبط الحمام إلى الأرض يلتقط حبات رزقه ثم يطير إلى أعالي برجه. ولو كان له ما للإنسان من طبيعة التفكير لكانت له تأملات وهو في برجه مثل تأملاتنا في برجنا... فإلى الذين يهمهم أن يعرفوا معنى البرج العاجي عندي فليطالعوا هذا الكتاب، وقد يلاحظون بعض ملامح الماضي ومشاغله في حاضر اليوم".